"الفايسبوك" اليوم أكبر وأشهر ظاهرة على شبكة الإنترنت، وأسرع مواقع شبكات الترابط الإجتماعي الإلكتروني نمواً. أسّسه "مارك زوبيرك" طالب في جامعة هارفرد. الهدف من هذا الموقع، أن يجمع تلاميذ جامعة هارفرد الأميركية ليتبادلوا صورهم وآرآءهم. أطلق موقعه عام 2004 ليصبح الأشهر بين المواقع الإلكترونية في العالم ويُعتبر الخطوة الأبرز في ميدان العولمة.
مميزات الموقع
ما يميّز هذا الموقع هو الترابط الإجتماعي الإلكتروني بين العالم، فتستطيع من خلاله نشر صور وفيديو وكل ما تريد أن يراه الأصدقاء. وقد وجد المبدعون من فنانين ورسامين ومصورين وممثلين، فجراً جديداً يروّجون خلاله كل جديدهم، فتزداد شعبيتهم بأسرع من كل الوسائل المعتمدة منذ سنوات.
وقد عمد كل طلاب العالم الى التواصل عبر الموقع بإنشاء منتديات داخله، وطرح مواضيع ثقافية، سياسية ودينية. فإختلفت الآراء والموقع واحد. وقد لفّ "الفايسبوك" كل العالم العربي فجمع العائلات المتغربّة في الأعياد وبات "الإنترنت" جزءاً لا يتجزأ للتواصل مع العائلة والأصدقاء.
الانكشاف أمام استخبارات العالم
تكاثرت الإيجابيات و قابلتها السلبيات. فأتت الإيجابية بالتواصل بين الشعوب، وقابلتها السلبية على صعيد الأمن والحماية من الدول والأفراد.
في ما يتعلّق بالشقّ الأمني في العالم، يعتبر "الفايسبوك" مكشوفاً أمام الإستخبارات، طالما أن القراصنة لا يتركون نافذة الا ويتسللون عبرها إما للتخريب أو للسرقة. وقد وضع المؤسس مميزات عدة لمكافحة القرصنة وقد نجح في البعض منها، ولكن لم ينجح بوجه الحكومات والإستخبارات.
"فالفايسبوك" هو عبارة عن صور ومعلومات عن الأشخاص تتجمع في بيانات خاصة تابعة للشركة صاحبة الموقع. وما يضعها في دائرة الشك هو سهولة كشف البيانات من قبل قراصنة عاديين، فكيف بالأحرى بالنسبة للإستخبارات؟. يمكن للإستخبارات دراسة نفسيّة قوم أو معرفة الأمور التي تشغلهم والمشاكل التي تتخبّط بها مجتمعاتهم إن كان دينياً أو إجتماعياً. ويمكننا القول إنّ المجتمعات العربية أصبحت تابعة للغرب، ما يعرّضها لظاهرات تمنعها من التطور، أو حماية أفرادها من السلطات الخارجية الطامحة الى شرذمة الشعوب والدول الضعيفة.
ختاماً، يعتبر الفايسبوك خطوة كبيرة نحو العولمة والتواصل بين الشعوب، وهذا العقل البشري الطموح الذي قرّب المسافات بين العالم عبر موقع مميّز، قادر على مكافحة الظلم من خلاله وعلى محاربة الديكتاتورية عبر الحرية، ضمن الإحترام والمعايير الموضوعية.
ولكن هل سيضع "الفايسبوك" كل مشتركيه الـ 350 مليون في دائرة المراقبة من قبل إستخبارات دول عدة ولا يحترم الخصوصيات، التي هي من مميزات الموقع؟
تعليقات الزوار