هي مناسبة وطنية ترسم أفق وطن حرّ مستقلّ، قاوم ناسه وأهله لأجل الاستقلال والحرية، وهي تحمل في كل عهد وزمان ومكان، أمنيات كثيرة يختزنها المواطن في قلبه متمنّياً التغيير.
عيد الاستقلال هذا العام ليس يوماً احتفالياً وحسب، بل وقفة يتطلع إليها المواطن ومناسبة وطنية تزيل عن كاهله نيران الضغط النفسي من شدّة الوضع الاقتصادي المتردّي، ويريدها مناسبة لاسترجاع حقوقه الضائعة في التجاذبات السياسية في البلد.
الاستقلال يعني أيضاً الأمن والأمان في وطن باتت لغة الجريمة سائدة على أرضه وباتت لقمة العيش مغمّسة بالذل والإهانة.
الاستقلال هو وفاق وطني يضمّ تحت لوائه أبناء الوطن من مختلف الطوائف والمذاهب، وهو صلة مودّة تبعث الرجاء لمواطنيه. ولكن، للأسف الشديد، يمرّ لبنان في هذه الذكرى الوطنية بحالة غير مسبوقة تتصف بالركود والإحباط والخوف من المستقبل وغالبية أبنائه الشباب يبحثون عن طريق للهجرة. وحتى الآن، تشكيل الحكومة ما زال مُبهماً وغير واضحة معالمه.
الاستقلال ليس ورقة ثبوتية في سجلّ الأيام، بل هو كيان وأرض وشعب ومصير ونحن كمواطنين نبحث عن هذه المفردات في ظل الاجتياح العارم الذي يغتال الرجاء.
سيطلّ علينا يوم الاستقلال ويدوّن في سياق الاحتفاليات يوماً آخر ولكننا ننسى بأنّ الاستقلال الحقيقي هو عندما نتحرّر من كل القيود التي تؤثر على قراراتنا ومصيرنا، وأن نشعر بالأمن والأمان وأن يستعيد القطاعان الصناعي والزراعي حركتهما الثابتة، وأن تشرق شمس ساطعة تبعث الدفء في نفوس اللبنانيين، وأن يتجرّد سياسيوهذا الوطن من مصالحهم وغاياتهم الشخصية.
حقاً، نشعر بالأسى عندما نرى أنه حتى في أيام الاحتلال الفرنسي عام 1943، كان البلد آمناً، منتجاً وفيه تطوّر أكثر من اليوم. للأسف، ما زلنا نعاني من فقر في الكهرباء، المياه، البنى التحتية حتى طرقاتنا غير مؤهّلة للسير، فبين حُفرة وحُفرة هنالك حُفرة. أين هي سكك الحديد التي كانت موجودة في السابق؟ أين هي الباصات التابعة للدولة؟ هكذا نحتفي بعيد الاستقلال في مناسبة وطنية غاب عنها الاستقلال.
تعليقات الزوار