في لبنان اليوم جيلٌ جديدٌ من خبراء النبيذ، الذين يحاولون إعادة تطوير هذه الصناعة والعودة بها إلى مجدها القديم، "شاتو قرطباوي" تاريخ عريق في صناعة أهم أنواع النبيذ والعرق يجسّد سيرة أجيال متعاقبة منذ العام 1887. اختارت عائلة قرطباوي موقعاً مميزاً لبناء المصنع وسط أهم كروم العنب اللبنانية المشهورة بجودتها في منطقة جديتا البقاعية. مستخدمة كل التقنيات المتطورة المطلوبة لزراعة الكرمة في أراض خصبة تتيح انتاج عدد من أنواع العنب المختلفة النكهات، وبذلك تضيف قيمة الى مشروبات "شاتو قرطباوي". تقطف عناقيد العنب في أوج نضوجها ليحظى المشروب بنكهة قوية وكثيفة. وعند التصنيع تمرّ بمراحل عدة وتختلف مدة تخمير العنب حسب النوع والمذاق المطلوب، أما عملية التخمير والتخزين فتتم في أوان من "الستانليس". مجلة "رانيا" التقت يوسف قرطباوي الذي تخصّص في مجال إدارة الأعمال والتسويق لتكريسه في مجال عمله والإستفادة من خبراته التعليمية في تطويرمنتجاته، ومن خلال هذا الحوار أطلعنا على أهمية وعراقة هذا النبيذ اللبناني.
قال قرطباوي:"تتركز صناعة النبيذ في لبنان في منطقة البقاع، شرق لبنان، حيث تزدهر زراعة الكرمة على أنواعها، فالطقس الحار صيفاً والبرد القارس شتاءً، يجعلان من الكرمة في تلك المنطقة، كرمة مثالية لصناعة الخمور وعلى رأسها النبيذ، هذه الصناعة في لبنان قديمة جداً، بدأنا عملنا منذ 126 عاماً ومصنعنا موجود في البقاع ، كما دخلنا السوق السوري في العام 2002".
وتابع: "ننتج سنوياً 100 ألف زجاجة نبيذ من كل الأصناف و50 ألفاً من العرق، ونصدّر80 ألفاً منها الى أوروبا (فرنسا وبلجيكا) والى افريقيا بالاضافة الى الأسواق المحلية. طوّرنا عملنا من خلال التصنيع والنوعية والمعدات وطريقة التعبئة وواكبنا كل تطورات الصناعة. وبعيداً عن الارباح، يبرز لدينا شغف كبير مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأرض". وأضاف قرطباوي: "سرّ نجاح منتجاتنا في انتشارها وتفضيلها لمختلف المناسبات يعود الى اختيار أفضل أنواع العنب بعناية لانتاج شريحة واسعة من العرق والنبيذ، بالاضافة الى تميّزها في تصنيع العرق اللبناني الأصيل، فلدى "شاتو قرطباوي" خيارات مهمة من النبيذ الذي يحوي أطيب النكهات". وأوضح قرطباوي "أن انتاج النبيذ اللبناني وُضع على السكة العالمية من حيث جودة المنتج ومن خلال مبادرة وزارة الزراعة باطلاق يوم النبيذ اللبناني في الخارج. أظهرت صناعة النبيذ في لبنان حيوية مميزة مكّنتها خلال العقد الماضي من تعزيز حضورها في الخارج رغم أنّ الإنتاج اللبناني لا يزال دون عتبة 10 ملايين زجاجة سنوياً". وختم قرطباوي: "اليوم يجب ألاّ يكون لدى لبنان أيّ عقدة نقص في تصنيعه للنبيذ، فالإقبال العالمي على هذا المنتج يزداد على نحو ملحوظ، والتصدير ينمو باطّراد إلى أسواق جديدة، ويتجه لبنان ليكون من أهمّ بلدان صناعة النبيذ في العالم، رغم أنّ كرومه تنتشر على مساحة محدودة، لكن بخبرة واسعة. وعلينا طبعاً تحسين عملية التسويق لهذا المنتج من أجل تحقيق الأهداف المرجوة في الانتشار".
تعليقات الزوار