وُلد السيد المسيح هللويا.. وها نحن نولد من جديد مطلع كل عام بحثاً عن صفاء داخلي نحتاجه وسط هذه الحياة المتشابكة. نحن بحاجة في هذه الأوقات الصعبةالى فعل هروب ذاتي لتعديل ذاتنا ومراجعة أخطائنا، فولادة السيد المسيح فيها عظة وجدانية كونية تتجلّى بالتواضع والتسامح والسلام، وهذه الصفات باتت مفقودة لدينا، غائبة عن يومياتنا بسبب التغييرات الطارئة التي غيّرت مجرى سير الحياة، فأصبحنا أناساً نعمل ونجتهد ونكدّ، مجرّدين من كل الإنتماءات الوجدانية والإلتزامات الرومنسية، فسيطرت على يومياتنا الآلة و"الإنترنت" وفقدت المعمورة لغة المسافات التي تنمو على أرصفتها الإشتياقات، وبات بمقدورنا الدخول بكبسة زر على أية معلومة نطمح اليها...
ولادة السيد المسيح رجاء وما أحوجنا اليه في هذه الفترات في نفوسنا لنشعر بهذا السكون المفقود فينا فنرحم أنفسنا من صراعات الزمان والمكان ونتخلّى عن الإنجذابات السياسية التي فتكت في مجتمعاتنا ونرجع الى نعيم الوحدة لنستطيع النهوض بوطن عربي في مجمل إنتماءاته وإتصالاته وشعوبه...
مع ولادة السيد المسيح، لدينا فرص الإنصهار بمشاعرنا العاطفية التي تعيدنا الى أُسس بناء العائلة التي يكون قوامها الأب والأم وكيفية النضال كزوجين في سبيل الحفاظ على همزة التواصل والترابط. ها نحن اليوم نعيش حالات التفكك الأسري وقد غزت مجتمعاتنا العربية عادات وتقاليد وظواهر غريبة وباتت حريتنا اللا محدودة قفلاً في باب البيت العربي عموماً واللبناني خصوصاً.
ولادة السيد المسيح في ليلة عاصفة، بكهف منسي دلالة على التواضع ودرس لكل نفس سادها الطمع فاغتال لمعة الضمير فيها وجعلها منسية في كهوف الإحتضار.
لتكن ولادتنا الجديدة مطلع هذا العام شهقة أمل نحو مستقبل مليء بالمفاجآت السارّة، ولتكن قلوبنا نقيّة صافية، بنقاء وصفاء هذه الذكرى السماوية المعطّرة بروح القداسة والإيمان والتقوى، لنتخطّى عذاباتنا ونقوى على مشاكلنا ونطال الشمس من عليائها ونتصافح مصافحة الأعزّاء...
تعليقات الزوار