حافظت المؤسسة العسكرية بفضل قادتها وتضامنهم على الوحدة الوطنية وشكّلت السياج الواقي، الرادع لأيّ عدوان خارجي، ولعلّ مؤسسة قوى الأمن الداخلي وبفضل رئاسة وإدارة قادتها وضباطها حافظت على ميكانيكية حماية الأمن وتوفير الأمان للمواطن. وأحرزت هذه المؤسسة تقدّماً ملموساً وعملياً على الأرض، ساعية بكل قوتها وعظمتها إلى صدّ الهجمات الإرهابية وتفكيك الخلايا والمجموعات المتطرّفة. عملت هذه المؤسسة على إبعاد الوطن عن الصراعات الاقليمية، خصوصاً القريبة من حدوده، فكانت رأس الحربة في وجه الطامعين، العابثين بأمن وأمان الوطن والعين الساهرة التي ترصد الحركة الداخلية، وكان من الصعب جداً الصمود تحت وطأة الهيجان المتربّص بالمنطقة الشرق أوسطية والعمليات الإنتحارية للحركات الإرهابية المتطرفة، لولا بسالة وعزيمة مؤسسة قوى الامن الداخلي التي أثبتت ليس على المستويين المحلي والاقليمي كفاءاتها بل اثبتت جدارة عالية في الاداء الأمني عالمياً، وهذه الخطوة الأمنية انعكست إيجاباً على المواطن اللبناني ورفعت من منسوب ثقته بوطنه وسلامته.
لم تكن هذه الإنجازات خالية من دفع الفاتورة فقدّمت هذه المؤسسة شهداء من أبنائها، ماتوا ليحيا الوطن ودفعوا أرواحهم قرابين على مذبح الشهادة ما يعزّز عنفوان الفخر والشهامة تحت لوائها. سهرت القوى الأمنية ضمن خطط عملها على توفير عامل الأمن السياحي الداخلي، وكان لعناصرها وضباطها ورتبائها الفضل في كشف العديد من شبكات المخدرات والسرقات وأعمال العنف. إنّ الذي قدّمته هذه المؤسسة بالرغم من كل الضغوطات المُحاطة، يعتبر رمزاً للوطنية الحقّ.
نحن لا نأتي بالمعروف إن تطرّقنا الى هذه المؤسسة العسكرية، إنما نزداد فخراً بأنّ لدينا مصنعاً للرجال الشجعان البواسل، الذين يواجهون الموت للدفاع عن أمن وطنهم، ونحن لفخورون ايضاً بأنّ الوطن بلا مؤسساته العسكرية مثل طير بلا جناحيه، فلا ترتفع الرؤوس تيهاً إلاّ بفضل مؤسسات الوطن العسكرية. وطني الجريح اقتصادياً وسياسياً سيظلّ قلبه نابضاً بالحياة بفضل مؤسّساته العسكرية وخصوصاً أمنه الداخلي الذي سيبقى منضبطاً بمعية وعزيمة مؤسسة قوى الأمن الداخلي.
رئيسة التحرير
رانيا ميال
تعليقات الزوار