أعلن المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، عن نجاح أول عملية زرع للرئة في لبنان لمريضة تبلغ من العمر 42 عاماً، كانت تُعاني من التليّف الكيسي في مراحله النهائية. أجرى هذه العملية المساعد في الجراحة في قسم جراحة القلب والصدر د. جميل برجي، عاونه رئيس قسم جراحة القلب والصدر د. بيار صفير، مع مشاركة كادر طبّي تضمّن اختصاصيين في التخدير، أمراض الرئة، قسم المناعة، قسم الصيدلة، وعلاج الأمراض المُعدية. استغرقت العملية حوالى سبع ساعات، خضعت خلالها المريضة لزراعة رئتين بنجاح وغادرت المركز فور شفائها. على ضوء هذا الإنجاز،عبّر رئيس الجامعة د. فضلو خوري عن سعادته في إنقاذ حياة شخص وبالجهود الطبية التي أثمرت نجاح هذه الجراحةإذيكشف هذا النجاح عن قدرة الجامعة على تحقيق آمال الناس وطموحاتهم، وأشار إلى أنه: "عادة يتمّ زرع رئة واحدة في حالات الوهب، لكن في حالة هذه المريضة اضطررنا إلى زرع الرئتين لتبقى على قيد الحياة. تعيش الرئة بعد وهبها نحو 8 ساعات، وكانت المريضة على لائحة الانتظار منذ تشرين الأول". بدوره، قال د. برجي:"إنّ هذه العملية لم تكن لتحصل لولا دعم وزارة الصحة العامة والمركز الطبي في الجامعة، ونحن في هذا المركز نسعى جاهدين لتوفير أحدث العلاجات والإجراءات الجراحية لكلّ الحالات المرضية ومنها الأكثر تعقيداً، ويُعتبر إجراء أول عملية زرع رئة في لبنان، إنجازاً عظيماً للمركز الطبي، من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة إقليمياً، تُسهّل الوصول إلى هذا المستوى المتخصّص من الرعاية، ويهدف هذا الإجراء المتطور إلى تشجيع التبرّع بالأعضاء، وهو أمر حيوي بالنسبة لهذا النوع من الحالات". بعد نجاح هذه العملية، أكّد وزير الصحة السابق غسان حاصباني في مؤتمره الصحافي أنه: "وبالرغم من المصاعب التي يواجهها لبنان في كافة الأصعدة، نجحنا في إنجاز أول عملية زرع رئة في لبنان والمنطقة، وإنتظرنا إنتهاء كل المراحل والتأكّد من نجاحها لنلتمس اليوم حقيقة هذا النجاح الكامل. لدينا مؤسسات نفخر بأعمالها وهي تُساهم في صمود لبنان لمواجهة كل التحديات وإرتقاء قطاعه الصحي إلى الموقع الأول في الشرق الأوسط، وهذه العملية دليل كبير على أن قطاعنا الصحي متطور جداً ومعافى". وشدّد حاصباني على أنه من المهمّ جداً أن يتذكر الناس أهمية وهب الأعضاء الذي يمنح الحياة لشخص آخر، داعياً إلى عدم التردّد والخوف بل التقدّم لوهب الأعضاء.
تعليقات الزوار