يوم المختار" هو بمثابة تكريم لجهوده الجبارة في خدمة أبناء الوطن"
لطالما كان المختار همزة وصل بين المواطن والمسؤولين فهو يعمل لخدمة أبناء منطقته بكل ضمير وإخلاص. لذا، يتمّ اختياره من قبلهم وفقاً لمعايير محدّدة يجب أن تتوافر في شخصيته أبرزها الحكمة والنزاهة وكرم النفس، ما يمنحه ثقة الأهالي ويعزّز من مكانته الاجتماعية. مختار منطقة "الرميل" فادي ميشال ناكوزي جسّد هذه الصفات في أدائه لمهامه وقيامه بواجباته على أكمل وجه. هذا الرجل الكفوء ناضل وحارب لحماية منطقة "الرميل" التي ترعرع فيها، إلى أن تولّد لديه شغف كبير في خدمة أبناء بلدته. زارنا في مكاتبنا ليطلعنا على الدور الحقيقي للمختار اليوم وعن أبرزالمشاريع التي وضعها الصندوق التعاوني للمختارين فكان الحوار التالي:
كل عام، يجتمع المخاتير في لبنان ليحتفلوا "بيوم عيد المختار"، ما هي الأسباب الكامنة وراء هذا الاحتفال؟
إن الإحتفال بيوم عيد المختار هو تكريم لجهوده المبذولة في خدمة أهالي منطقته إن كان من الناحية الاجتماعية أو الإنسانية التي تأتي في الكثير من الأحيان تلقائية دون مقابل. لذا، أقرّت رابطة المخاتير في لبنان بالتعاون مع وزارة الداخلية والبلديات عيداً للمختار وأصبح يوماً رسمياً، تكمن الأسباب الجوهرية للإحتفال بهذا العيد في أن المختار اليوم يلعب دور الوسيط الأول بين الدولة ووزارة الداخلية والمواطن، ويُعتبر مرجعية أساسية لأيّة مؤسسة حكومية أو إدارية تحتاج إلى العون والمساعدة لإنجاز عملها في منطقة معينة، كون المختار على دراية تامة بأوضاع الأهالي وشؤونهم الذاتية ولديه قاعدة بيانات واسعة عن أحوالهم الشخصية وأسرارهم المحفوظة لديه. كذلك الأمر بالنسبة إلى القادة السياسيين الذين يعتبرونه همزة وصل بين الناخب والسياسي ويمثّل الناس على أرض الواقع.
هل من الممكن إلغاء دور المختار وإحالة مهمّاته إلى المجلس البلدي؟
كلا، لا يمكن إلغاء دور المختار الأزلي المتجذّر في أذهاننا جميعاً نظراً لأهمية وجوده ودوره في حياتنا الشخصية، ولا يمكن أيضاً إحالة مهمّاته إلى المجلس البلدي بالرغم من نشاط هذا الأخير ومهنيته العالية من الناحية الإدارية. إلاّ أن المختار يبقى الوسيلة الأولى للمواطن اللبناني في تواصله مع الإدارات الرسمية. لذا، نطالب الدولة بتطوير عمل المختار، تعزيز مكانته الاجتماعية ومنحه صلاحيات إدارية واسعة تحت إشراف وزارة الداخلية، كون مؤسسات الدولة والجمعيات الأهلية والمجتمع المدني بحاجة ماسة إلى مرجعية أساسية في المناطق اللبنانية كافة.
ما هي المشاريع والخدمات التي وضعها الصندوق التعاوني للمختارين لخدمة مصالح المختار؟
يعتبر الصندوق التعاوني للمختارين الداعم الأساسي لعمل المختار، لذا وضع مشاريع عدّة تمّ البتّ بها مؤخراً لا سيما إقرار قانون الضمان الصحي للمختار والاستفادة منه بعد انتهاء الخدمة. هنالك مشاريع جديدة سيتم تنفيذها تباعاً أبرزها: صرف تعويض مالي للمختار في حال لم يحالفه الحظّ في دورته الثانية، التغطية الشاملة للضمان الاجتماعي، تقديم مساعدات مالية رمزية للمختار ولعائلته، الاستفادة من مبلغ المليار ل.ل. الذي قدّمته الوزيرة ريّا الحسن إلى الصندوق كهبة مالية لتنفيذ مشاريع عدّة تساهم في تحسين أوضاع المخاتير وترفع من ميزانية الصندوق.
هل أنت مع التوريث العائلي لمنصب المختار؟ ولماذا؟
لا أؤيّد هذا المبدأ بمفهومه الواسع، لكن هنالك بعض المخاتير الجُدد الذين أقدّرهم وأحترم مكانتهم الاجتماعية وتضحياتهم الكبيرة في سبيل خدمة المواطنين، بالرغم من أنهم تسلّموا مهامهم بالتوريث العائلي لكنهم أثبتوا جدارتهم في المخترة.
كمختار منطقة الرميل، ما هو مشروعك الأساسي لتعزيز مكانتها؟
أعمل حالياً على تنفيذ مشروعي الخاص في المنطقة بإصدار كتاب وثائقي عن تاريخ "الرميل" وحقوقها العقارية ومعالمها الأثرية التي تعود ملكيتها حصراً إلى هذه المنطقة. يكمن الهدف الرئيسي من هذا المشروع في إعادة مجد "الرميل" وجمع شمل العائلات القديمة والعمل أيضاً على نقل حضارة هذه المنطقة إلى الأجيال الناشئة. لذا، أدعو عبر مجلتكم المخاتير جميعاً إلى الانضمام والمشاركة في هذا المشروع لتصحيح بعض الأخطاء الشائعة التي يتداولها السكان فيما بينهم عن تاريخ المناطق اللبنانية خصوصاً منطقة "الرميل" المعروفة بأصالتها وحضارتها على مرّ العصور.
تعليقات الزوار