المحامي والكاتب ملحم مارون كرم، أطلّ على القرّاء بكتاب جديد تحت عنوان: "وتستمرّ الحياة". والكاتب كرم معروف ومشهور بأعماله الثقافية وشهرته الأدبية اللامعة، في لبنان والعالم العربي، فله منشورات قانونية علميّة عديدة في عدد من الوسائل الإعلامية المكتوبة منها: "الجرم المدني، الجريمة الاقتصادية، شوائب القانون" والتي نال من خلالها جائزة الشاعر سعيد عقل. إنّ كتابه الجديد "وتستمرّ الحياة" جاء ترجمة لدوره الرائد في كلّ أعماله. وقد كتب باللغة الفرنسية، وهو عبارة عن قصة رومانسية مؤثّرة بحقيقة وجودها ومعانيها، اذا عاشها القارىء بحقيقة روحها.
"وتستمرّ الحياة" رواية تدور أحداثها في عائلة مترابطة عائلياً واجتماعياً وأخلاقياً نالت نصيباً وافراً من مآسي الحياة وويلاتها رغم طموحها وسعيها الدائم إلى السعادة والهناء. رغم ذلك نشأ أفرادها على أمل العيش بحياة أفضل. فالرواية تحكي عن كلودين التي نشأت في كنف عائلة ترسم خطوطاً عريضة للحياة التي تحلم بها كل فتاة وهو الحب الذي يمكن أن يكون القوة التي تساعدها لتحمل صعاب الحياة من أب توفّي باكراً. وككل فتاة أحبّت كلودين وتزوّجت من تحبّ وبدأت حياتها بسعادة وهناء وامل. ولإكمال سعادتها رزقت طفلة جميلة ملأت حياتها وأنستها الماضي ومرارته ولكنّ القدر كان لها بالمرصاد حيث اكتشفت لاحقاً انّ الطفلة تعاني من ضعف في القلب منذ الولادة، رغم العناية والطبابة والعلاج توفّيت الطفلة وحيدة والديها.
كيف تواجه هذه العائلة مصابها وكيف تستمرّ وهي قد أحبّت جميع المفاهيم ومعاني الحب من حب الله إلى حب القيم والمبادىء والأخلاق إلى الحب العائلي إلى تقبّل مآسيها وأحزانها؟ وكيف تواجه هذه العائلة الصدمة المفاجئة التي قلبت حياتها وأملها وأفراحها رأساً على عقب؟ وكيف تتقبّل واقعها الجديد وكيف ستكمل الحياة؟ هل هناك قدرة خارقة ستعطيها القوة للإستمرارية أم ستكون أضعف من أن تواجه هكذا مآسٍ؟
نترك للقارىء اكتشاف هذه القوة ومدى قدرتها لاستمرارية الحياة، ونترك له إستخلاص أنّ الصبر والمثابرة على الإيمان أمران لا بُدّ منهما، كما تدعو هذه الرواية إلى محبّة الله وأن يكون الإنسان دائماً راضياً بقضاء الله وأن يجعل في نفسه قدرة على استيعاب جميع مصائب الحياة وصدماتها مهما بلغت، وبأن يُدرك الإنسان أن فرج الله قريب.
لا شكّ أنّ هذه القصة سوف تغني مكتباتنا العربية، و تفتح نافذة للإنسان ليتمسّك بإيمانه بالله الذي يساعده على استمرارية الحياة.
و"تستمرّ الحياة".
الإعلامي علي شوقي حمد
تعليقات الزوار