كثير من الناس ينظرون إلى الدموع وكأنها دليل على الضعف العاطفي. ولكن، ما لا يعرفونه أنّ البكاء هو شكل من أشكال التخلّص من الإجهاد الذي يقوم به الجسم. يساعدك البكاء على التخلّص من العواطف المكبوتة، سواء أكانت بسبب الإحباط أم بسبب الفرح. ليس هذا فقط، فللبكاء عدد من الفوائد الصحية الأخرى. دعونا نلقي نظرة على أنواع الدموع وبعض فوائدها الصحية.

يقسّم العلماء البكاء إلى ثلاث فئات مستندين إلى الاختلافات الكيميائية بين أنواع الدموع. وهذه الأنواع هي:

الدموع العاطفية: في أي وقت تشعرين بأنك حسّاسة عاطفياً، تذرفين الدموع، يمكن أن تكون هذه الدموع بسبب الحزن أو الإحباط أو الإجهاد أو حتى السعادة.

الدموع الأساسية: سائل تفرزه الغدد الدمعية، وتعتبر هذه الدموع ضرورية لحماية العينين من الإصابات البكتيرية.

الدموع اللاإرادية:عمل لا إرادي تقوم به العين لحماية نفسها من الجسيمات الغريبة والمهيّجات.

الفوائد الجسدية والنفسية للدموع

تحسين الرؤية:تعمل الدموع على ترطيب أغشية العين، ما يحسّن الرؤية، فجفاف هذه الأغشية يسبّب ضبابية مؤقتة في الرؤية.

 تنظيف العينين:كما باقي أجزاء الجسم، يمكن العثور على بكتيريا في العينين أيضاً. ولكن للدموع خصائص طبيعية مضادة للجراثيم. تحتوي الدموع على سائل يُسمّى lizozom يمكنه أن يقتل حوالى 90 إلى 95 بالمئة من البكتيريا التي تتواجد في العين في غضون خمس دقائق.

تخفيف التوتر: عندما نكون مستائين أو تحت ضغط عصبي يحدث في الجسم اختلال وتراكم للمواد الكيميائية، والبكاء يساعد على الحدّ من ذلك. ومن المعروف أنّ الشخص الذي يبكي خلال المواقف العصيبة، لديه مستويات أقلّ من الاكتئاب. وذلك لأنّ إطلاق سراح الدموع العاطفية يحفّز إنتاج هرمونات الغدة الكظرية التي تخفف من إجهاد الجسم.

تخليص الجسم من السموم:إنّ الدموع تحتوي على الماء العادي بنسبة 98 في المئة، ولكن الدموع العاطفية تحتوي على هرمونات التوتر، وعلى سموم عدة يتم إنتاجها في الجسم نتيجة للضغوط العاطفية.

حماية العين ضد المهيّجات:هل تساءلت يوماً لماذا تدمع عيناك عند تقطيع البصل؟ ذلك لأن البصل يحتوي على أنزيمات معينة تهيّج العينين. كذلك، عندما تدخل جزيئات الغبار إلى عينيك، فإنهما تبدآن بذرف الدموع. هذا النوع من البكاء ببساطة يحمي عينيك ويضمن أن يتمّ غسل الجزيئات الغريبة وطردها خارج العين مع الدموع.

الشعور بالارتياح:يمنحك البكاء شعوراً بالارتياح، ذلك لأنّه وبعد ذرف الدموع، يبدأ نظام المخ والقلب في العمل بشكل مثالي ما يعطي الجسم شعوراً بالارتياح.

لذلك، في المرة المقبلة عندما تشعرين بالضيق أو تبدأ عيناك بذرف الدموع، لا تنظري إلى الأمر باعتباره علامة ضعف، فهناك الكثير من الفوائد الصحية المرتبطة به أيضاً.