بفعل قراراتٍ سياسية ذات عناوين عريضة، ما ظهر منها في العلن وما خفي في الكواليس، استطاع فخامة الرئيس العماد ميشال عون أن يفتح أبواب القصر الجمهوري في بعبدا بتأييد مطلق من البرلمان والشارع اللبناني، بعد فترة طويلة من الشغور والفراغ الرئاسيين. عهد جديد يواجه ملفات كثيرة ، تنتظر الحلول الآتية فوق صهوة عزيمة رجل أصرّ على أن يكون واحداً من الشعب، وأن يفتح أبواب قصر الشعب للشعب، مناضلاً في سبيل المواطن اللبناني، باسطاً يده للتعاون والمشاركة في بناء الوطن بعد مرحلة من التخبّط والانتظار، نتجت عنها حالات اقتصادية خانقة وظروف معيشية قاهرة. فخامة الرئيس يركّز على بلورة معطيات فخامة وطن ليكون وطناً للجميع في ظل رئاسته. فصاحب عبارة "يا شعب لبنان العظيم" جاء بالوطن من خلال رؤية سياسية تجلّت معالمها في حقبات متتالية أثبت فيها فخامته مناقبية ووطنية نادرتين. فكان حبّه للوطن أقوى من أية معادلات. أكيد فخامة الرئيس يحمل شعار التغيير والإصلاح، وهذا ما يفترض أن يحصل في عهده الميمون خصوصاً وأنّه الرئيس المنتخب الذي أيقظ الزمن السياسي من سُباته، فكان طريقه إلى قصر بعبدا شبيهاً تماماً بطريق الرئيس الراحل بشارة الخوري رئيس الاستقلال، حيث تنشأ علاقات ظاهرة وعلنية ما بين مواطنيته وثباته وإصراره.
فخامة الرئيس يشكّل وجوده الرئاسي طريق استغاثة للمواطن اللبناني الذي بات يبحث عن منافذ خفية تخرجه من الرتابة وحالات الإنغلاق، وبات المنقذ المنتظر الآتي لفكّ الحصار الاقتصادي عن المواطن، فالإصلاح ليس بالمهمة السهلة، إنما بدايته تبدأ من أصغر أمور حياتية، لتصل إلى الإنجازات الكبرى وأول هذه الأمور هو التركيز على الملفات المعيشية الأساسية مثل الكهرباء، المياه، الأمن، إيجاد فرص عمل للجيل الشاب، الحدّ من هجرة الأدمغة الفتية وتصديرها إلى الخارج وغيرها. فالآتي في الطريق يؤكّد بأنّنا أمام نهضة كبرى على صعيد الوطن وهذا ما أثبته فخامته في القسم الرئاسي عند انتخابه مشيراً الى أنّه منفتح على جميع الأفرقاء وعلى مسافة قريبة من الكل، فهو بمثابة الأب الراعي لأفراد عائلته، فلا تمايز وتمييز، وأنّ القانون سيُطبّق على الجميع ولن يقبل ببلد الانقسامات والخلافات، وهذه الصورة تبعث الأمل في نفسية المواطن لأنّ فخامته عندما كان قائداً للجيش اللبناني في السابق أثبت مناقبية عالية وروحاً وطنية متوهّجة بالالتزام والوفاء. ها هو من أعلى منصب رسمي ومن فوق رأس الهرم يؤكّد لشعبه ومواطنيه أنّ الوطن آتٍ كما كنتم تحلمون به وطناً مستقلاً آمناً ومزدهراً يعبق في جوانبه الخير والبركة.
رئيسة التحرير
تعليقات الزوار