تجتاح الدول العربية "تسونامي" لم تشهدها من قبل، وتنتقل من بلدٍ إلى آخر لتأمين لقمة العيش المفقودة، في ظلّ ارتفاع أسعار الشقق السكنية والأراضي والمواد الأولية، حتى بات مستحيلاً على المرء أن يؤمّن القوت لأبنائه وعائلته، وأصبح العديد من الشباب اللبناني يُهاجر بشكل كثيف إلى دول عربية أو أجنبية بهدف البحث عن لقمة العيش. حتى في الدول العربية الغنية، يُعاني أبناؤها بسبب تلك المعضلة، نظراً إلى اتساع الهوّة بين الأغنياء والفقراء في كل المجتمعات، حيث اختفت الطبقة الوسطى من الوجود. لطالما عانت الدول العربية بسبب الطبقية الاجتماعية، فمنهم من يعيش "فوق الريح"، ومنهم من يبحثعن فتات الخبز تحت أشتات النفايات. هذه الفوارق الكبيرة لا يُمكن أن تختفي طالما أنّ الأوضاع والأحداث المأساوية مستمرّة، وطالما الخلافات السياسية تتحكّم بحياة المواطن. ومن أجل لقمة العيش، يُضطرّ البعض إلى السرقة، والبعض الآخر إلى الاحتيال واتباع أساليب غير قانونية، في حين قرّر آخرون اللجوء إلى التظاهر والاعتراض على تلك الحالة المزرية التي تكاد تُوصل الدول إلى حافة الهاوية، لكنّ الوضع ما زال على ما هو عليه من دون أيّ تقدّم يُذكر.
من هنا، شرع الحكّام العرب في اتخاذ خطواتٍ فجائية تحسينية، فهل تنجح هذه الخطوات في وقف عمليات المطالبة بلقمة العيش؟ وهل سيقدّم لنا حكّامنا ضمانات لذلك؟ وإلى متى سيبقى الإنسان يلهث وراء لقمة العيش، في وقتٍ تركض فيه البلدان الأخرى خلف التطوّرات العلمية وإيجاد سبُل خلاص الإنسان؟
حان الوقت ليكفّ السياسيون والمسؤولون عن محاولاتهم المساس بلقمة عيش المواطنين والابتعاد عن جيوب الفقراء وذوي الدخل المحدود، ليكون المواطن "سيّد نفسه"، يحيا حياة كريمة دون منّة من أحد! لكنّه بسبب أفعال الطبقة السياسية الفاسدة، لم يبقَ لنا سوى أن نستشهد بالمقولة المشهورة معدّلةً "ما أضيَق لقمة العيش لولا فسحة الأمل" علّنا نصل إلى بصيص ضوءٍ في عتمة هذا النفق الطويل المظلم.
تعليقات الزوار