منذ أن وُجد لبنان وُجدت معاناة اللبنانيين والمصاعب التي تحيطهم من كل النواحي، والأوضاع المعيشية التي لا تسمح لهم بالتقدّم ولا بالتطور. لبنان بلد 4 ملايين نسمة يكافح من أجل الحياة والعيش في أمان وكرامة في ظل الضائقة الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية على أبواب الأعياد.
السياسيون اللبنانيون يتحكّمون بزمام الأمور، ينصبون أنفسهم المسؤولين والمؤتمنين على أوضاعنا وأمننا وإقتصادنا، ولكن لم نرَ سوى أنهم مؤتمنون على أوضاعهم وأمنهم وإقتصادهم، ابتداءاً من المشكلة الطائفية إلى الأنظمة الإقطاعية السياسية. أمّا الفقر والبطالة والاغتيالات والأعمال الإرهابية وتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياحية وصولاً إلى أزمة انتشار النفايات في شوارع لبنان على "مدّ عينك والنظر" فنرى أنها ليست في وارد اهتمامهم إطلاقاً.. مع كل هذه المصائب نلحظ على وجوه اللبنانيين بهجة العيد، منتشرين في الأسواق يشترون الهدايا ويضعون زينة الميلاد في الشوارع والمنازل لعلّهم يعيشون جوّ الفرح والأمان. تسعة عشر شهراً مرّت على لبنان ومقعد رئيس الجمهورية فارغ. لماذا لم يفهم السياسيون حتى الآن خطورة هذا الوضع!؟
بين عقلٍ مؤمن بالتطور، وحاجة الإنسان أن يزيح عن كاهل هذا الكون ما نقترفه بحقه، وبين جمود الوضع على ما هو عليه تكمن المعركة الحقيقة.
حتى الآن، انتصر الفريق الأكثر ظلامية، وأنظمة إقطاع حتى الآن، انتصر الفكر الرجعي المُكبّل الفرد بتقاليد العائلة والقبيلة وخوفها المزمن من الإنقراض، والفكر الذي تغسله وسائل الإعلام كما يشاء حكّامها من أحزاب أم شركات، حتى الآن، انتصر فريق الفساد والتبعية، والـ "لا صوت يعلو على صوت الطبقة الحاكمة". حتى الآن، تنزف البشرية يومياً في كل أنحاء العالم، وتقفز من حرب لأخرى، من أوجاع لأخرى، فلا ينتهي الألم ولا تنتهي الأوجاع. ولكن أمام فرحة الأهالي بإطلاق سراح أبنائهم، وأمام دموع الأهالي وحسرتهم على شهدائهم الذين قضوا، لا يمكننا سوى أن نلتزم الصمت. أخيراً ليس لنا في هذا العيد المجيد سوى التمسّك بالأمل والتزام الوعي والتحلّي بالتفاؤل على رجاء أن تكون 2016 سنة السلام والطمأنينة، وأن تشهد انتخاب رئيس للجمهورية يلبّي مطالب مواطنيه الذين ملّوا من الحروب والقتال والفساد..
رئيسة التحرير
رانيا ميال
تعليقات الزوار