لا داعي لإثبات دور الطعام في تهدئة الأعصاب وتحسين المزاج، لأنّ العلماء الذين كانوا يظنّون أنه لا علاقة بينهما تبدلت آراؤهم اليوم نتيجة دراسات عدّة أظهرت صحة الاعتقاد السائد بأن هناك رابطاً قوياً بين الدماغ والأمعاء، فالمأكولات التي تدخل جسم الانسان لا تملأ الأمعاء وتُهدّئ الجوع فحسب، بل تؤثر أيضاً في طريقة تصرّف الدماغ والمشاعر التي تَنتاب الشخص.
الطعام وتأثيره على المزاج
توجد علاقة مباشرة بين الطعام وبعض الأمراض النفسية، إذ ثمّة أطعمة تؤثر سلباً على الحالة المزاجية للإنسان منها:
المعجنات والكورن فليكس: يعتبر الكعك والمعجنات والكورن فليكس وبقية الحبوب البيضاء غير الصحية من الأطعمة المفضل تناولها في وجبة الإفطار، إلاّ أنها مضرّة ومعكرة للمزاج وغير صحية أيضاً، فهي تسبب إرتفاعاً كبيراً في سكر الجسم ممّا يؤدي إلى الإحساس بالخمول.
الكيك وقالب الحلوى: تعكّر هذه الأطعمة المزاج فالأطعمة الغنية بالكربوهيدرات تجعل من السهل دخول "التربتوفان" للدماغ ممّا يعطي الشعور بالسعادة، لكن الطاقة المكتسبة من حرق الطحين الأبيض والسكر الأبيض تساهم بشكل كبير في تقلّبات المزاج.
الهوت دوغ: يلعب دوراً أساسياً في تقلبات المزاج لأنّه غنيّ بمادة "النترات" التي تحفظ بها الأطعمة لتجنّب فسادها ولتبقى طازجة لكنها تسبّب التوتر العصبي وصداع الشقيقة.
الى جانب جميع الأطعمة التي تفتقد بعض العناصر الغذائية كتلك الخالية من "المغنزيوم" أو "الفيتامين سي" و"الفيتامين ب"، فجميعها تسبّب خفض طاقة الشخص عن المعتاد ممّا يؤدي إلى تقلبات المزاج وتعكّره.
تحسين المزاج بالأطعمة المفيدة
يتعرّض الكثير منا لتغيّر وتقلّب الحالة المزاجية بشكل كبير، فالضغوط النفسية التي أصبحت سمة عصرنا الحالي تتسبّب في تعرّضنا لحالات من الحزن والإكتئاب في بعض الأحيان، وهذه الحالة النفسية قد تدفعنا إلى تناول كميات كبيرة من الطعام للتخلّص من طاقة الحزن، لكن هنالك حلّ أفضل فبدلاً من تناول كميات هائلة من الطعام دون فائدة يمكن إختيار أنواع معينة من الطعام لتناولها عند التعرّض لحالة مزاجية سيئة، وهذه الأطعمة هي:
القهوة والشاي الاخضر:تحتوي القهوة على كمية كبيرة من الكافيين الذي يعمل على تقليل الشعور بالحزن والإكتئاب خاصة لدى النساء، والشاي الأخضر غني بمادة "الثيانين" Theanineالتي لها تأثير المهدّئ على الأعصاب والدماغ وتُحسّن من التركيز الذهني
السلمون: إن الأشخاص الذين يتناولون من مرة إلى 3 مرات أسبوعياً سمك السلمون هم أقل عرضة من غيرهم لتقلبات المزاج وسوء الحالة النفسية والإكتئاب، لأنه يحتوي على نسبة عالية من أحماض "الأوميغا 3 الدهنية" المعروفة بأهميتها للصحة بشكل عام ولتحسين المزاج بشكل خاص، ويحتوي السلمون أيضاً على حمض الفوليك وفيتامين بـ12 ونقص هذين العنصرين يسبّب الإكتئاب لدى الرجال والنساء، كما أن "الفيتامين د" الموجود بوفرة في السلمون يحسّن من حالات الإكتئاب الموسمية وتناوله بإنتظام يساعد على عدم الإصابة بها على الإطلاق
مكمّلات فيتامين د: نقص هذا الفيتامين في الجسم يسبب الإكتئاب المتكرر ويمكن تحسين المزاج بزيادة نسبته من خلال تناول المكمّلات الغذائية الأساسية التي تحتوي على هذا الفيتامين وتمدّ الجسم به.
العنب والتوت البري: يحتوي كل منهما على "انثوسيانيدين "وهي مادة هامّة تعمل على تحفيز الدماغ على النشاط. لذا فإن الحرص على تناول التوت والعنب البري 3 مرات أسبوعياً على الأقل يحسّن المزاج ويقي من الإصابة بالإكتئاب وتغيّرات المزاج الحادة التي يعاني منها البعض
الفلفل:الفلفل الأحمر الحلو والحار غنيان بفيتامينc وهو من أهم الفيتامينات التي تعمل على محاربة هرمون التوتر "الكورتيزول"، وخفض نسبة هذا الهرمون في الدم يساعد على تحسن المزاج والشعور بالراحة والاسترخاء
التمر: يحتوي على نسبة جيّدة من مادة "التربتوفان" الذي يعمل على زيادة مستويات هرمون "السيروتونين"، وبالتالي يمنح الشخص شعوراً بالسعادة، والسكريات الموجودة في التمر تحسّن المزاج خاصة لدى الأشخاص الذين يحبون تناول الأطعمة السكرية
المحار: وهو من المأكولات البحرية المفيدة يحتوي على فيتامين ب 12 الذي يعالج الإكتئاب ويحسّن المزاج ويزيد من نشاط الجسم
الشوكولاته الداكنة: تعمل على زيادة الشعور بالسعادة فهي تزيد من إفراز هرمونات تشعر الشخص بالهدوء والراحة والاسترخاء وتقلّل من إفراز هرمون التوتر بدرجة كبيرة
الفشار: إن تناول وجبة خفيفة من الفشار يمكنه أن يرفع من مستويات هرمون "السيروتونين"الذي يحسن المزاج ويقلل التوتر ويزيد من إفراز "الإنسولين" في الجسم.
زيت الزيتون: يمدّ الجسم بالعديد من الفيتامينات والمواد الغذائية الهامة التي تساعد على تحسّن المزاج، ويمكن إضافته إلى مختلف الاطعمة دون خوف من زيادة الوزن.
المكسرات:إن وجبة بسيطة منها بين الوجبات الأساسية يمكنها أن تقوي صحة الجسم وتعدّل المزاج وتزيل الشعور بالإكتئاب وغيرها من المشاعر السلبية الأخرى.
تعليقات الزوار