إنها طرابلس الفيحاء عاصمة محافظة الشمال. ثاني أكبر مدن لبنان بعد بيروت. تاريخياً نُسب إليها اسم "طرابلس الشام" لتمييزها عن طرابلس الغرب، حيث كانت المدينة تابعة لما سُمّي بسوريا الكبرى ما قبل 1948 ويمتزج فيها الحاضر بالتاريخ. عُرفت المدينة منذ القدم بموقعها الجغرافي المميز لأنها صلة الوصل ما بين الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط والداخل السوري والعربي، ما جعلها مركزاً تجارياً مهمّاً على مستوى المنطقة ومنطقة الشمال. تضمّ طرابلس عدداً كبيراً من المباني التاريخية والأثرية، متكاملة بأحيائها، أسواقها، أزقّتها ومعالمها، كما تضمّ أكثر من 160 معلماً، بين قلعة، جامع، مدرسة، خان، حمام، سوق، سبيل مياه، كتابات، نقوش وغيرها من المعالم التاريخية والفنية. تتربّع مدينة طرابلس العاصمة الثانية للجمهورية اللبنانية فوق سهل، تغسل أطرافه الغربية مياه البحر الأبيض المتوسط، وتتفيأ بظلال سفوح جبال الأرز من جهة الشرق، ويُشرف عليها من الشمال الشرقي جبل الفهود (تربل)، ويخترقها في الشرق نهر أبو علي المتدفق من الوادي المقدّس قاديشا، وهو يفصل بين ربوتي (أبي سمراء) و(قبة النصر). يعود تاريخ طرابلس إلى عهد الفينيقيين الذين أسّسوها، وتعاقبت عليها الأمم والعهود منهم حتى الانتداب الفرنسي، مروراً بالرومان، البيزنطيين، العرب، الفرنجة، المماليك والعثمانيين. تحاول المدينة تحريك عجلتها الاقتصادية وتطوير أوجه الحياة المدنية فيها. ويعتمد اقتصادها على الصناعات الحرفية، وبعض الصناعات التحويلية الصغيرة، والسياحة. وفي جولة ميدانية زرنا الأستاذة المميزة التي حملت في قلبها قضايا وهموم أهل طرابلس الطيبين. صورة رقم 1-2
الأستاذة سليمة أديب ريفي: جمعية "طرابلس حياة" ستعمل في كل الحقول والميادين للمساهمة
في إنماء طرابلس
طرابلس مظلومة إعلامياً ويسلّطون الضوء عليها وكأنها مدينة إرهابية
من من منّا لا يعرف المحامية اللامعة، ابنة العائلة الكبيرة، وكريمة المدّعي العام السابق القاضي الراحل عبد الرزاق أديب؟ هي التي آمنت بأشرف ريفي الإنسان قبل أي شيء، وبالرجل الطموح والواثق بنفسه، فوثقت به وساندته في أحلك الظروف، وذلك ليس غريباً على "امرأة حديدية"، لها في السياسة والقانون خبرة طويلة لطالما انتصرت فيها على الذئاب. سليمة أديب ريفي صاحبة الشخصية القوية والقلب النابض بالحب، تسير بخطى ثابتة متسلّحة بحب الطرابلسيين الذين يؤيّدون خطاها. اسمٌ لمع في المجال القانوني، الاجتماعي والإنساني. لامست معاناة الطرابلسيين وباب مكتبها القانوني لم يُغلق يوماً في وجه أحد، وخصوصاً الفقراء. لم تتوانَ سليمة عن إنماء طرابلس، سعت الى إظهار صورة المدينة الحضارية من خلال تأسيس جمعية "طرابلس الحياة" في تموز 2016، حيث نظّمت مهرجانات طرابلس الدولية في العام الماضي بهدف إنساني بحت لإعانة أهل المدينة الذين عانوا وما زالوا يعانون من ويلات الفقر. في هذا اللقاء، أطلعتنا الأستاذة المتميزة سليمة أديب ريفي عن نشاطات الجمعية وهدف تأسيسها في هذا اللقاء.
ما هي تحضيراتكم للمهرجانات؟ وماذا عن المشاريع الجديدة التي تعدون أهل طرابلس بها؟
أنشأنا جمعية "طرابلس حياة" بهدف إنماء المدينة، وهي مكوّنة من 12 شخصاً، بدأنا بمشروع مهرجانات طرابلس الدولية التي لقيت نجاحاً باهراً العام الماضي. واليوم نحضّر لمهرجانات في شهر رمضان المبارك، وسنُحيي عشر ليالٍ رمضانية داخل الأسواق، كما نحضّر لمهرجانات في موسم الصيف سيعود ريعها لمكافحة ظاهرة التسرّب المدرسي الذي تعاني منه مدينة طرابلس. البعض عارض أننا اخترنا المعرض مكاناً للمهرجانات واتُّهمنا بالتحيّز للطبقة الميسورة، وأنا أقول لهم: استهدفنا الطبقة "الغنية" لمساعدة الطبقة الفقيرة، وريع هذه الهرجانات علّمنا به 1157 طالباً، وسنكمل المسيرة إن شاء الله.
هل من مشاريع أخرى الى جانب المهرجانات؟
سنوسّع دائرة عملنا ونقوم بدورات تدريبية لتعليم بعض المهن الحرفية لتمكين الأشخاص الذين لم يحالفهم الحظ بالتعلم، لامتهان صنعة تساعدهم على العيش بكرامة وتأمين لقمة عيشهم.
هل من جهة داعمة ستموّل نشاطاتكم؟
جمعية "طرابلس حياة" لا علاقة لها بالسياسة ولا تبغي الربح إطلاقاً. والحملة التي تستهدفنا سياسية، لأن السياسيين يريدون التدخّل في كل شيء. نحن في الجمعية قمنا بجولة على جميع سياسيي المدينة بدون استثناء، وكلّهم رحّبوا بالخطوة وشجّعونا عليها، وفكرتي من الجمعية ضمّ كل نساء سياسيي المدينة ولكن بعضهنّ لم يردن الانخراط في هذا الأمر وأحترم رأيهنّ.
لاحظنا أنّ هذه المهرجانات لم تحصل على حقها إعلامياً، لماذا؟
كوني زوجة الوزير السابق أشرف ريفي، ونظراً للحصار والمضايقات التي اعترضته، كان لا بُدّ لي أن أحصل على نصيبي من المشكلة.
هل تعتبرين أن مدينة طرابلس مظلومة إنمائياً؟
طرابلس مظلومة إعلامياً، وكثيراً ما نرى أنهم يسلّطون الضوء عليها وكأنها مدينة إرهابية. أطلب منهم عدم المبالغة والتهويل والإضاءة على طرابلس الأمل، طرابلس العيش المشترك.
هل تلقيتم دعماً من وزارة السياحة؟
الوزير السابق حجب عنّا الدعم، سنقصد الوزير الحالي أواديس كيدانيان على أمل أن نلقى دعماً وتعاوناً.
كلمة أخيرة.. الطرابلسيون يحبّون الحياة والفرح. ونحن نطلب من كل اللبنانيين أن يزوروا طرابلس ويشاهدوا المهرجانات التي سننظّمها ويتعرّفوا الى طرابلس وحضارتها ومعالمها وصناعاتها الحرفية وأسواقها. يجب تسليط الضوء عليها من الآن وصاعداً خصوصاً أنّ البعض يصوّرنا أننا بعيدون عن العالم، فطرابلس مدينة جميلة جداً وهي ثاني أكبر مدينة في لبنان ولا تأخذ حقها إعلامياً أبداً، لا بل بالعكس لا يتم الإضاءة إلا على الأمور السلبية فيها. ونحن في جمعية "طرابلس حياة" نسعى لإظهار حياة طرابلس الحقيقية، ولن تقتصر نشاطاتنا على المهرجانات بل سنعمل في كل الحقول والميادين للمساهمة في إنماء مدينتنا.
ناديا الحلاق
تعليقات الزوار