لطالما طالت التكنولوجيا عالم السيارات، فمن الجِمال إلى عربات تجرّها الخيول إلى الدراجات فالحافلات والسيارات البدائية وصولاً إلى التحف التي تجوب الشوارع لافتة الأنظار بألوانها وتقنياتها.
قبل أن يمتلك الناس السيارات، كانوا يسيرون على الأقدام ويركبون الدراجات لقطع مسافات قصيرة، وكان السفر لمسافاتٍ طويلة يتم في معظمه بالقطار أو بالعربات التي تجرّها الخيول أو على ظهور الجمال. يُعزى منشأ السيارة إلى أوروبا، حيث كانت معظم السيارات تُصنع يدوياً ما يفسّر ارتفاع ثمنها، إذ كان الأغنياء فقط هم القادرون على شرائها. وفي أوائل القرن العشرين، بدأ كلّ من "رانسم إيلي أولدز" و"هنري فورد" ورواد آخرون بعمليات إنتاج بالجملة للسيارات. رحّب الكثيرون بقدوم الآلة الجديدة "السيارة"، فبفضلها لم يعد الناس بحاجة إلى تحمّل عبء رعاية الخيول. وتعدّ صناعة السيارات واحدة من أهم الصناعات في العالم، إذ يُنتج أكثر من 30 مليون سيارة سنوياً، وتنتج اليابان والولايات المتحدة معاً نصف إنتاج العالم من السيارات، ومن أهم الدول الأخرى التي تنتج السيارات هي: ألمانيا، فرنسا، إيطاليا وإسبانيا. في الثلاثينات والأربعينات، كانت السيارات حكراً على الملوك وكبار القوم، ولم تصبح في متناول معظم الناس حتى الخمسينات، حيث تطوّرت المصانع وأصبحت تنتج السيارات بكميات كبيرة وتغطّي الطلب مع تخفيض كلفة الإنتاج. وفي الستينات والسبعينات، تطوّرت هذه الصناعة بشكلٍ هائل وباتت السيارة رمز الرفاهية لكل أسرة، وظهرت في بداية الحقبة سيارات تلفت الأنظار انقسمت إلى قسمين: أوّلهما أميركي وثانيهما ألماني بعدة أشكال وألوان وأحجام، وفي الثمانينات والتسعينات أصبحت السيارة حلم الجميع حتى الطبقات الفقيرة، رغم عدم قدرتهم المادية على شرائها، فاقتناؤها أصبح من ضروريات الحياة العصرية. ما بعد عام 2000 وحتى يومنا هذا، شهدت صناعة السيارات تطوّراً، فباتت عبارة عن تحفٍ فنية تجوب الشوارع وتجذب إليها أنظار كل ذي ذوق رفيع وعادت أسعارها للارتفاع رغم الإنتاج على نطاق واسع، والسبب هو التقنية العالية والإضافات غير المحدودة التي تتميّز بها.
تعليقات الزوار