كما تجيد القراءة في الأحداث السياسية ولعبة تدوير الزوايا، كذلك هو حالها في عالم الثقافة والذوق والتعاطي بالشأن العام. امرأة فولاذية قادرة بفطنتها وحكمتها أن تتخطّى كل العراقيل وتبقى شامخة الرأس تماماً مثل غصن الأرز. ستريدا جعجع هذا العام أخذت مهرجانات الأرز إلى مستوى عالمي، بفضل تعاقدها مع النجمة العالمية شاكيرا التي تعود جذورها إلى أرض هذا الوطن. كتبت ستريدا في هذا العام وثيقة عودة لبنان إلى لائحة المهرجانات العالمية، إذ عمدت إلى تشجيع السياحة المناطقية، خصوصاً وأنّ الحضور تخطّى 5000 متفرّج قدموا من كافة المناطق اللبنانية وبعضهم من بلاد الاغتراب للاستمتاع بليلة لا تنسى. ركّزت جعجع على مفردات وطنية فاختارت أن تكون نجمة مهرجانهاهذا العام من أصل لبناني فاستذكرت بهذا الاختيار المهاجرين اللبنانيين، وخصوصاً المهاجرين في أميركا اللاتينية حيث الجالية اللبنانية الأكبر في عالم الاغتراب.
أصرّت السيدة الجميلة ستريدا جعجع على مسح غبار الأيام عن صفحات التاريخ وعلى طمس الصورة البشعة فكانت سياستها العادلة دفة الميزان في خبوة الإنجازات العملاقة وهي البرلمانية الحريصة على مساندة المواطن أيّاً كانت طائفته والوقوف إلى جانب المظلوم، فكانت صيغة مهرجانات الأرز هذا العام ذات طابع عالمي، دفعت الإعلام العربي الى تسليط أضوائه على لبنان، فقلّصت المسافة ما بين المهاجر ووطنه، وفتحت نوافذ الذكريات على نسائم حنين مغلّفة بالاشتياق بفضل سياستها العادلة، وفعّلت اللامركزية سياحياً فنشّطت الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية في المنطقة. هي سيدة لا تهدأ ولا تستكين أبداً، بل تعمل على قدم وساق لأجل المصلحة العامة وهي الحريصة بكل عنفوان على إنعاش الشمال لأنّه بنظرها مهمل ومهمّش سياسياً وسياحياً. النائب ستريدا المواطنة الكادحة على درب النضال الوطني تطال العلياء براحة كفّيها وهي المرأة المثال التي أعطت صورة صافية عن دور المرأة اللبنانية في النضال. أثبتت السيدة جعجع، أنّ دور الناشط اجتماعياً وتحديداً السياسي، لا ينحصر في الخطابات والعناوين ولا بتلبية الواجبات الانسانية الاجتماعية، بل إنّ دوره أبعد بكثير من ذلك، فهو مؤتمن على إرث ثقافي يتجلّى في الكثير الكثير من الاتجاهات وأبرزها المهرجانات العامة التي تستقطب شريحة كبيرة من الناس. والسيدة جعجع باستقطابها النجمة العالمية شاكيرا كسرت طوق الطائفية والمذهبية والمحسوبيات الحزبية مشرّعة أبواب الالتقاء الوطني على مصراعيها، لأنّ الفن الراقي يتعالى على الصراعات السياسية.
عملت، ناضلت، اجتهدت وما تبقّى من مفردات سامية تليق بحضورها، ركّزت دعائم العمل الثقافي باتجاهات صائبة، هادفة وبنّاءة وجعلت من تلك الليلة الفنية، مغارة مُشعّة بالفرح والغناء والرقص، فتعمّدت هذه الأمسية بظاهرها العام بالفن ولكنها تضمنت فحوى رسالة وطنية زادت الوطن إشراقاً.
تعليقات الزوار