تبدّلت أحوال المذيعة ريما كركي كثيراً منذ انطلاقتها في البرنامج الصباحي "عالم الصباح" وصولاً لما هي عليه اليوم في برنامج "للنشر"، حيث أثبتت مكانة مرموقة ما بين المذيعات المحاورات.تميّزت ريما بالمخزون الثقافي العميق الذي حصلت عليه من خلال حياتها العملية اليومية وبلورت هذا المخزون بحضورها الجدي والرصين فكانت خارج المنافسة. جاءت ريما بأسلوب خاص بفن الحوار، فكانت تستمع للضيف بشكل وافٍ وجيد وبعدها تقوم بمداخلة مفصّلة، لأنها كانت تلمّ بأدقّ تفاصيل الموضوع الذي تناقشه. زاد من بريق حضورها ثقافتها العالية ومليكة الكتابة التي تجيدها ريما بحرفية عالية.نكتشف بجانب حضورها الإعلامي،هوية أخرى تشكّل جسرعبور ما بين هويتها الإعلامية وحضورها الفكري المتوقد، وهذه الهوية هي فن الكتابة بحرفية عالية حيث قدّمت للمكتبة العربية إصداراً قيّماً بعنوان "الليلة سأعترف" وهو باكورة نتاجها الفكري.أبعدت ريما شبح المقارنة ما بينها وبين طوني خليفة بعد أن حلّت مكانه في برنامج "للنشر" على شاشة تلفزيون "الجديد"، وأضافت لهذا البرنامج روح الاستنطاق المعتمدة في العمل السياسي المخابراتي بدءاً من لحظة جلوس الضيف على الكرسي أمامها حتى إنهاء فقرته. اتخذت خطاً حيادياً في محاوراتها، بعيداً عن الانفعالية إلاّ فيما يخصّ موضوعات الطفولة والمرأة فكانت تبدو متوترة في بعض زوايا هذه الموضوعات ربما لأنّها أم.منذ بداياتها في العمل الإعلامي تفوّقت ريما على الثغرات التي اعترضتها وتعبت، لذا حافظت على درجة عالية من اللياقة في هذا المجال وأعطت بحضورها على قناة "الجديد" رونقاً مميزاً لهذه الشاشة وسدّت الكثير من الفراغات، خصوصاً بعد غياب الكثيرين من الكوادر عن هذه الشاشة. أثبتت ريما كركي "فنّ الأستذة" بحضورها الراقي والحرفية العالية وكيفية التعاطي مع الإعلام.
تعليقات الزوار