ريما سليمان فرنجية وجه يلمع كألماس، يفيضإنسانية وثقافة ورقياً، وتقاسيم تأخذك الى عالم الجمال الفطري مضموناً وشكلاً. هذه السيدة الآتية من عالم الإعلام المرئي الى سدّة الزعامة في منطقة زغرتا، حملت حقيبة الزوجة وزارياً في فؤاد وزارة زوجها الوزير سليمان فرنجية، فكانت خير أمين على الأمانة وخير من سانده في الأوقات العصيبة، فلم تكن أسيرة القصور والرفاهية، بل نزلت الى هموم مواطنيها في المنطقة، اطلعت على أحوالهم، مشاكلهم، همومهم، ساعدت بما ملكت يداها، شجّعت دور المرأة الزغرتاوية على أن يكون دوراً فاعلاً في الإتجاهات كافة، ثم دعمت الطفولة من خلال المهرجانات والنشاطات التربوية التي قدّمتها وعمدت الى تأسيس مهرجانات "اهدنيات" ذاك الصرح الثقافي الذي استضاف كبار نجوم الفن في العالم وشكّل مرفأ في الشمال من لبنان.
عملت السيدة ريما بصمت كبير عمل الكبار، ناضلت وكافحت برفقة فريق مختص لأجل إنعاش منطقة الشمال وإعادة الحياة الى مرافئ السياحة فيها. أثبتت هذه السيدة، بأن العطاء الصادق أقوى بكثير من لغة السياسة، وان الزعامة الحق ليست محصورة بالخدمات والمصالح، بل هي وليدة الإنسان وارتباطه بإنسانيته. أما السيدة زوجة الزعيم، فهي الرقيقة، الناعمة، المفعمة بإنسانية كبيرة تشبه خدود الياسمين المتفتح على صدر الروح. إستطاعت ريما هذه الشخصية أن تطلّ على الناس من خلفية إعلامية مرئية حيث ما زالت صورتها محفورة في ذاكرة المشاهد، لأنها كانت وهي تحت الأضواء عفوية وعلى طبيعتها. اليوم تعيد السيدة ريما الصورة نفسها إنما عبر مسؤوليات سياسية وإجتماعية من أجل توفير حياة كريمة لأبناء منطقتها. تجرّدت السيدة ريما من الإنتماءات وكانت يدها ممدودة لكل الناس على مختلف إنتماءاتهم المذهبية والدينية، فكانت سيدة زغرتا شفيعتها في كل خطوة تخطوها، وإيمانها الكبير سراج ينير دربها ويحمي عائلتها. شاركت زوجها في غالبية قراراته، لكنها لم تتدخّل في المكان الذي لا تجده ملائماً لها، وعمدت على التودّد للإعلام لأنّها ابنته البارة.
كثيرات من نساء هذا الوطن سطّرن على صفحات تاريخه مواقف وإنجازات عملاقة، نذكر بالفعل نظيرة جنبلاط، الارسلانية ، العتيدة، روز اليوسف، والدة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس وهي لا تقلّ شأناً عنهنّ، لأنّ الأيام القادمة سوف تفرد لها على صفحات التاريخ المعاصر، صفحة مجيدة تدون مكانتها عليها.
تعليقات الزوار