في العام 2001 اعتمد رهبان من ثمانية أديرة في لبنان طرقاً قديمة جداً لإنتاج نبيذ "أديار"، وهي أوّل ماركة نبيذ عضوي من نوعها في لبنان في سوق هذه المنتجات الذي يكبر يوماً بعد يوم. أنواع النبيذ هذه تُصنّع خالية من المواد الكيمياوية التي تُستخدم لمعالجة معظم العرائش في العالم. مجلة "رانيا" زارت
"أديار" لتتعرّف عن قرب الى مهامّها حيث التقت مسؤولة التسويق والتصدير ريتا الخوري التي أكّدت لنا أنّ "النبيذ يشكّل جزءاً من التاريخ المسيحي والرهبان يقومون بتصنيع النبيذ بهذه الطريقة منذ قرون إذ يعمل قرابة الـ 25 راهباً في تربية الدوالي في ثمانية أديرة مختلفة، وينتجون أنواعاً مختلفة من النبيذ. أما أماكن زراعتها فتمتد بين "كفيفان" و"مار موسى" في المتن، حيث تمّ تحويل غرفة الجلوس في ديرهم الذي يعود للقرن الثامن عشر الى مخمرة"، موضحة أنّ "فكرة "أديار" تهدف الى العمل الإنساني لا الربحي". وأضافت الخوري: "هناك ثلاثة عناصر مهمة عندما يتعلق الأمر بتصنيع نبيذ عضوي مرخّص هي: خصوبة التربة، وحماية النبتة، الاهتمام بالأمور التجارية، فالتربة يجب أن تُخصّب باستخدام روث الحيوانات، وليس المواد الكيمياوية الصناعية، والمخصّبات. يمكن استخدام الكبريت والنحاس لحماية النبتات من الحشرات، ويجب أن يسجّل المنتجون ما يقومون فيه في كل بقعة أرض لتفحّص أنواع المواد المستخدمة فيها. نحن أوّل من صنّع النبيذ العضوي للمحافظة على البيئة والإنسان كما اننا نزرع بالطرق السليمة لنحافظ على الارض والبيئة ونبيذنا مميّز وذو جودة عالية. ننتج 90000 زجاجة في 9 كروم ونعمل على اراض زراعية جديدة لزيادة الكمية ، ونصدّر جزءاً من إنتاجنا الى أوروبا، ونشارك في المعارض بهدف الترويج ". وتابعت الخوري: "على الدولة مساعدتنا لوضع ضرائب عالية على النبيذ المستورَد بهدف حماية منتجاتنا من المنافسة الأجنبية وتشديد الرقابة على التجّار الذين يُغرقون الأسواق اللبنانية بالنبيذ الأجنبي ويتوخّون الربح على حساب بلدهم لبنان.علينا تشجيع الصناعة الوطنية ودعمها وزيادة إقبالنا على استهلاكها بدل اللجوء الى الانتاج المستورد. النبيذ اللبناني وصل الى العالمية إلاّ أنّه لم يستوفِ حقه، حيث انّ العديد من البلدان لم تسمع بنا حتى اليوم، ينقصنا الكثير من الدعاية والتسويق. ونطلب المزيد من الدعم من قبل وزارة الزراعة وغرفة الصناعة والتجارة والزراعة". وعن منتجات "أديار" لفتت الخوري الى "أنّهم يقومون بإنتاج الزيت، العسل، الزيتون، المربيات، الأجبانوالألبان، على أن يتمّ بيعها في المحال التابعة للأديرة".
تعليقات الزوار