أشجّع المنافسة بين الإذاعات لأن انعدامها دليل فشل
منذ تأسيسها وحتى اليوم، ما زالت راديو دلتا في الطليعة من حيث نوعية البرامج التي تقدّمها، نقاوة الإرسال الذي تنفرد به، والخبرة الكبيرة التي تميّز مذيعيها، فالجميع يتفق على أنها الإذاعة الأولى في لبنان إذ تستقطب مستمعين من مختلف الأعمار. الفضل الأول والأخير لهذا النجاح يعود إلى شخص كان وما زال حريصاً على استمرارية الإذاعة بغض النظر عن العوائق التي قد تواجه مسيرتها، وهو رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي روني نجيم الذي التقيناه في حديث خاص وأخبرنا عن سرّ استمرارية الإذاعة إلى يومنا هذا في ظل الأوضاع الصعبة التي يمرّ بها لبنان.
ما الذي يميّز راديو دلتا عن غيرها من الإذاعات؟
تتميّز راديو دلتا باستمراريتها في ظلّ الأوضاع الصعبة التي مرّ بها لبنان وما زال. أُنشئت هذه الإذاعة عام 1981، فكانت الأولى والوحيدة في البلد، فهي مؤلفة من فريق عمل متماسك ومتجانس وُلد مع ولادة الإذاعة واستمرّ حتى اليوم، فكان مواكباً لأهم الأحداث والتطورات بشكل دائم. أما بالنسبة للتجهيزات، فما قمنا به في راديو دلتا لم تنفّذه أي من الإذاعات اللبنانية الأخرى الفنية أو السياسية، كما أننا ننفرد بنقاوة إرسالنا، وهي ما زالت حتى اليوم محافظة على مكانتها بين الإذاعات وشركات الإعلانات والمستمعين، ولم تتراجع يوماً خطوة واحدة.
برأيك، أي إذاعة هي اليوم رقم واحد في لبنان؟
راديو دلتا من أكثر الإذاعات التي تمكنت من المحافظة على وجودها في لبنان، فكانت قادرة على استقطاب عدد كبير من المستمعين، لكنني لا أرغب بتصنيف الإذاعات بالمراكز، يكفي أن إذاعتنا تقدّم رسالة للمستمعين، هي عبارة عن كلمة راقية وأغنية جميلة وخبر ملفت، كما أننا نحرص دائماً على التخفيف من التوتر الذي قد يصيب المستمعين في بلد تملأه المخاوف والمشاكل، لذا نحاول قدر الإمكان تسلية المستمعين وخلق أجواء مميّزة.
ما هي البرامج الأكثر طلباً من المستمعين، وأي فئات عمرية تستقطبونها أكثر من غيرها؟
يتفاعل المستمعون بشكل كبير مع البرامج الصباحية، كتلك التي يقدّمها الإعلامي فارس كرم والإعلامية ميراي عيد، إلى جانب برنامج "بعزّ العجقة" الذي يُبثّ عند الخامسة عصراً. إلى ذلك، قدّمنا برنامجاً بمناسبة شهر رمضان المبارك، حصد نسبة عالية من المتابعة. أما بالنسبة للفئات العمرية التي نستقطبها، فنحن تمكّنا من استقطاب كافة الفئات، من عمر 15 إلى 60 سنة تقريباً. أما الدراسات فقد أشارت إلى أن نسبة المتابعين من الجنس اللطيف تفوق نسبة الرجال.
علام تعتمدون لتغطية المصاريف في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها البلد؟
اعتمادنا الأساسي على التسويق والإعلانات، فقد تمكّنت راديو دلتا من أن تكون رقماً صعباً من كافة النواحي، فعلاقاتنا جيدة مع الشركات التي نتعاون معها والتي تُعد من أهمّ الشركات في لبنان، كما أن الفنانين يعمدون إلى تسويق أعمالهم عبر إذاعتنا. غير ذلك، أؤكّد أننا لا نحصل على أي دعم أو تبرّعات من أي جهة، وكل ما نقوم به هو نتيجة مجهود شخصي إلى جانب التسويق والإعلانات طبعاً.
كيف تحدّدون طبيعة برامجكم الإذاعية، وهل تلتزمون بالمواسم لتحديدها؟ (مثلاً انتخابات، صوم، رمضان، كأس العالم..)
بالطبع، فنحن مجبرون على مواكبة أهم الأحداث والمواسم، مثلاً في كأس العالم سيكون هناك برنامج خاص يقدّمه الإعلامي فارس كرم، كما سنقوم بتغطية المباريات ونقل الأجواء الحماسية من المقاهيإلى المستمعين، وسنحرص على إصدار النتائج ومتابعة المباراة ونقلها للمستمع وكأنه يشاهدها مباشرة. إلى ذلك، سنقوم باستضافة لاعبي كرة القدم وخبراء في هذا المجال.
ما رأيك بالمنافسة بين الإذاعات؟
أنا أشجّع هذا الموضوع على أن يكون مرفقاً بالاحترام بين الإذاعات، لأن انعدام المنافسة هو دليل فشل. وبالرغم من أن البرامج باتت تشبه بعضها في كافة الوسائل الإعلامية، لكن ما يميّز وسيلة عن أخرى هو كيفية تقديم البرنامج أو المادة للمشاهد أو المستمع.
كيف تعملون لتحقيق انتشار أوسع للإذاعة؟
نجحنا في لبنان في تحقيق هذا الانتشار، كما أننا نقدّم خبراتنا لعدد من الإذاعات في الخارج الذين يستعينون بخبرتنا ويستشيروننا في العديد من الأمور والمواضيع. فقد ساهمنا في افتتاح وتأسيس العديد من الإذاعات خارج لبنان، فنحن نملك فريق عمل متكاملاً وحاضراً لتجهيز إذاعات خارج البلد لتكون مهيأة للبثّ والانتشار، فالجميع يشهد بأننا سبّاقون في هذا المجال.
هل من أفكار لبرامج إذاعية لم تقوموا بتنفيذها حتى اليوم؟
التجدّد موجود وبشكل دائم، ونحن نرحّب بكل من يطرح علينا أفكاراً جديدة، ففي حال وجدنا أنه بإمكان هذه الأفكار إضافة نكهة مميّزة إلى برامجنا وملاحقة التطور الذي يطرأ يومياً على حياتنا، فحكماً نقوم بتنفيذها. وهنا، أنوّه بأنه رغم الأوضاع الصعبة إلاّ أنّ الإذاعات في لبنان ما زالت قادرة على المحافظة على وجودها واستمراريتها ومكانتها في حين أن الوسائل الإعلامية الأخرى تشهد تراجعاً ملحوظاً.
هل تفكر بافتتاح قناة تلفزيونية أم أنك تفضّل البقاء ضمن الوسيلة الإعلامية المسموعة، ولماذا؟
لم ولن أفكر بهذا الأمر، فأنا أؤمن ولديّ قناعة تامة بأن لكلّ عمل أربابه، فالعمل في التلفزيون يختلف بشكل كامل عن العمل في الإذاعة، فهو أصعب بكثير ويحتاج إلى رأسمال كبير، كما أنه في ظلّ الأوضاع الداخلية فهذا الأمر يعتبر شبه مستحيل بالنسبة لي.
تعليقات الزوار