هناك أناس يحرّكون الشاي وآخرون يحرّكون التاريخ
المرأة تؤدّي دوراً أساسياً ولا يمكن لأحد أن يحلّ مكانها
أفضّل رؤية وجوه شبابية جديدة في السلطة
مناضل يشهد التاريخ لشجاعته وجرأته في مواجهة الظلم وإعلاء راية الحق. لديه العديد من الإنجازات التي لم تعرف حدوداً حتى اليوم. فبعد 30 عاماً من قطاع السيارات يضع نصب عينيه خدمة بلد الأرز مستفيداً من التجارب الماضية التي خاضها. يملك شخصية لا يمكنها الانسياق خلف ترف الجاه والسلطة، فهو من مناصري المثل المعروف: "لا تدخلنّ بيوتاً شبعت بعد جوع لأنّ كيان الجوع فيها مُخمّر، بل ادخلن بيوتاً جُوّعت بعد شبع لأنّ كريم الأصل لا يتغيّر". هو المرشح المستقلّ عن مقعد الأقليات في دائرة بيروت الأولى ضمن لائحة "نحنا بيروت" رفيق بازرجي ابن العائلة الغنية عن التعريف. التحق برابطة اللاتين فانتُخب رئيساً لها عام 2010، واستمرّ في هذا المنصب حتى اليوم. نجح في تنفيذ مشروع "بُيوتي" في بلدة معاصر - بيت الدين الشوفية في إطار تشجيع السياحة البيئية الداخلية، فبات المشروع من أهمّ الفنادق السياحية في الشرق الأوسط. رفيق بازرجي رجل طموح، لا يندم على أمر قام به عن قناعة تامة، سواء كان صحيحاً أم لا في نظر الآخرين. يعتبر بازرجي أن على الإنسان اختبار جميع الأمور دون الخجل من الماضي أو الخوف من المستقبل. اليوم، وفي ظلّ كل ما سبق، يُعلن بازرجي أن الوقت حان ليوظّف كل قدراته وطاقاته في خدمة شعبه وبلده حفاظاً على أرزة لبنان. سيسعى جاهداً إلى محاربة الفساد ومواجهة الفاسدين، حيث أكّد قائلاً: "سقط آلاف الشهداء، تراجع البلد، توقفت الأعمال، أغلِقت المدارس، ومع ذلك بقي الإيمان موجوداً لأن لبنان بلد القداسة وملتقى الحضارات. استمرّ الشعب اللبناني العنيد بالنضال لنيل الحرية وكسب حقوقه، وبات الجميع يعمل من دون كهرباء ومياه، في ظلّ غياب الدولة متّكلين على الله. وعندما قرّرنا اتباع الرؤساء والزعماء وجدنا أنهم استغلوا ثقتنا بهم وعملوا لغاياتهم ومصالحهم الشخصية بما يضمن استمرارهم على عروشهم. جاء الوقت لنقول كفى ظلماً واستغلالاً، وكفى استغباء لعقولنا. ولأنني أؤمن بلبنان الحرّ، ولا أحب الخضوع إلى أوامر رؤساء الأحزاب والكتل، فسأخوض الانتخابات النيابية بشكل مستقلّ، وبدعم كبير من الكنيسة، ومن طائفة اللاتين ورؤساء رابطة الكلدان والسريان والأقباطوالآشوريين الذين شجّعوني على دخول هذا المعترك بهدف تمثيلهم حقّ التمثيل. لذا، اخترت لائحة "نحنا بيروت" إلى جانب كل من: ميشيل تويني، جورج صفير، سيبوه يغيا مخجيان وسيرج طورسركيسيان، لأنها لائحة مستقلّة ونظيفة، وغير مرتهنة لسوريا، ولا لإيران أو السعودية أو قطر، ولا تخرقها المخابرات أو المعلومات. باختصار نحن Made in Lebanon. أما بالنسبة إلى قانون الانتخابات، فقد كان بازرجي يفضّل اعتماد نظام one man one voteبدل الصوت التفضيلي. أما عن التنافس الموجود بين اللوائح ونِسَب الفوز المتوقّعة فقد قال بازرجي: "هناك تنافس كبير بين اللوائح، لكننا نوكل أمرنا لله، ونعتمد على ضمير وأصوات الناس. فنحن لا يمكننا القيام بالمعجزات، ولا نصرف الأموال الطائلة على الحملات والإعلانات الانتخابية كما يفعل البعض، إنما نلتزم بقوانين الدولة التي تفرض 150 مليون ليرة لبنانية على كل مرشح، ومع ذلك نأمل أن تتجسّد الشفافية والنزاهة في سير العملية الانتخابية لنلقى نتائجعادلة وصحيحة، كما سنحاول مراقبة الانتخابات بقدر المستطاع لمنع عمليات الغش والتزوير التي اعتدنا حصولها في الدورات السابقة". في ما يتعلّق ببرنامجه الانتخابي، أكّد بازرجي أنه يتضمّن العديد من المشاريع التي تهدف إلى تطوير البلد وتحسين أوضاع شعبه، فقال: "عند وصولي للمجلس النيابي سأعمل على وقف الهدر ومحاسبة الفاسدين في البلد، كما سأهتم بجيل الشباب من خلال تنفيذ مشاريع تؤمّن لهم فرص عمل وتبعدهم عن شبح الهجرة. كما سيأخذ موضوع الأقليات حيّزاً كبيراً من برنامجي، فالطوائف الست: اللاتين، السريان، الآشوريون والأقباط الكلدان، يبلغ عددهم 90ألف شخص، وممثّلون بنائب واحد، يتمّ تعيينه لا انتخابه، علماً أن هناك 20 ألف علوي لديهم مقعدان في المجلس. لذا سأعمل على تمثيلهم والمطالبة بحقوقهم ولن نكون بعد اليوم أهل ذمّة لأحد، ولن نرضى بأن يكون نجاحنا منّة من الأحزاب السياسية. وعليه انتظرت نقل مقعد الأقليات إلى الأشرفية لأتمكّن من خوض الانتخابات مستقلاً وأحاول الحصول على أصوات سكان المنطقة متعدّدي الطوائف من مسيحيين، شيعة، سُنّة، ودروز، علماً أن جميعهم يطمحون إلى التغيير الحقيقي على عكس أولئك الذين يسعون لشلّ البلد". وعن خوض المرأة اللبنانية الانتخابات النيابية، أكّد بازرجي قائلاً: "حقوق المرأة مغيّبة، علماً أنه لا يمكن لأحد أن يحلّ مكانها، فهي تؤدّي دوراً أساسياً في المجتمع، كما أنني أشجعّها على هذه الخطوة إيماناً منّي بقدرتها على الوصول إلى أعلى المراكز وتسلّم أهمّ المناصب". من جهة أخرى، لفت بازرجي إلى أنّه متفاجئ من التمويل الكبير مجهول المصدر، الذي يحصل عليه مرشحو المجتمع المدني، مشيراً إلى أن هؤلاء لا يمثلون لائحة "بيروت مدينتي" التي شاركت في الانتخابات البلدية عام 2016، والتي نجحت في الحصول على نسبة أصوات عالية، وحققت العديد من الإنجازات، إنما هم أفراد من الحراك المدني الذي شُكل آنذاك. وعن رأيه في التمديد للرئيس نبيه بري قال بازرجي: "أفضّل رؤية وجوهاً شبابية جديدة تتسلّم هذا المنصب. فبرغم إنجازات الرئيس بري لكننا في الوقت نفسه نملك جيلاً مثقفاً يريد العمل لمصلحة لبنان ويجب أن يأخذ فرصته". وتابع بازرجي قائلاً: "لم تقدّم الطبقة الحاكمة أي إنجازات تُذكر، فلبنان بات مديوناً بما يقارب 100 مليار دولار، ولا نزال من دون كهرباء، مياه وطرقات، كما لا يزال الناس يموتون على أبواب المستشفيات في غياب الطبابة وضمان الشيخوخة، ولا تزال الكسّارات تأكل الجبال، وبحرنا مليء بالنفايات، والتلوث التهم مساحاتنا الخضراء، ومشاكل المباني التراثية حدّث بلا حرج، وذوو الحاجات الخاصة وشهداء الحرب كانوا وقوداً لخطاباتهم. ولكن للأسف الناس يعيدون انتخاب نفس الأشخاص المسبّبين لهذه الأزمات والمشاكل جميعها، وكأنهم يخضعون لعملية "غسل دماغ" من قبل السياسيين. لذا، أدعو الشعب للانتفاض ضدّ الفساد والمال السياسي وشراء الأصوات تحت عناوين وشعارات تتجدّد في كل موسم انتخابي، فاليوم جاءت الفرصة لرؤية وجوه جديدة أكفّها نظيفة، وسيعملون على إبعاد الطائفية والمذهبية التي باتت تسيطر على البلد ومؤسساته وحكامه". وفي الختام، أمِل بازرجي في أن يتحسّن الوضع الاقتصادي بعد الانتخابات النيابية، معتبراً أن الأمر يعتمد على الثقة بالمسؤولين وتصريحاتهم عبر الوسائل الإعلامية التي تؤدي دوراً كبيراً في هذا الخصوص، مشدداً على دعمه للإعلام والصحافة، فهما السلطة الرابعة في البلد، موضحاً أنه سيعمل عند نجاحه على حماية الصحافيين لتكون كلمتهم حرّة، في ظل القانون الذي سيحميهم من أي اعتداء. وقد وجّه بازرجي دعوة إلى كل لبناني قائلاً: "انزلوا صوّتوا، انزلوا غيّروا تما يصيروا الأوادم أقليات".
تعليقات الزوار