يحلم بوطن جديد وببناء دولة قوامها رجال جديرون بمراكز فعّالة في الوطن. ميشال مكتف رجل أعمال ناجح، متحدث لبق وسياسي بامتياز. متواضع جداً وصريح، هدفه الأول والأخير خدمة بلده ويتمنى أن تكون له يد في تحسين ظروف هذا البلد من خلال خبرته السياسية والإقتصادية. يراهن على الشعب اللبناني لأنه يتخطى دائماً الصعاب.
نعرف أنّ لك نشاطاً في المجال السياسي وها أنتَ في المجال الإقتصادي. لماذا؟
اخترت هذا الاتجاه لأنها الفترة الأصعب في البلد. لو توفّرت للمواطن أو تأمّنت له أدنى احتياجات الحياة كالطرقات والمياه والكهرباء والطبابة والتعليم لما بقيت في عالم الإقتصاد، لكننا اليوم نحتاج الى خوض معركة سياسية لتحسين الوضع السياسي والإقتصادي المأساوي الذي نعيشه.
علامَ تراهن؟
أراهن على الشعب اللبناني لأنه يبرع في العمل خارج لبنان فلمَ لا يستفد وطنه منه؟ ولكي يتحقق ذلك ويبقى هذا الشعب في بلده لا بدّ من تأمين أدنى مستلزمات الحياة له لكن للأسف هي غير موجودة في الظرف الراهن في لبنان. في أوائل السبعينيات كان لبنان يملك كافة المستلزمات ليبرهن على قدرته في خلق رؤى مستقبلية وتفجير طاقاته، أما اليوم فوقته يذهب هدراً، ولا يزال الوضع على حاله منذ 40 عاماً. لننظر اليوم الى بعض الدول العربية مثل دبي التي تستقطب عدداً كبيراً من اللبنانيين الى سوق عملها...
ملّ الشعب من رفع الشعارات ومن الوعود ....
طبعا فالكلام وحده لا يكفي، وإن لم ينزلوا الى الساحة ويقاتلوا لن يتغيّر شيء. لا أقصد الإنتقاد فقط بل أنا أحثهم لطرح المشاريع والحلول.
مكتّف بين السياسة والاقتصاد
من يدعم ميشال مكتّف سياسياً؟
أعتقد أن خطي السياسي واضح كما الرؤية التي أحاول إيصالها للناس عن المشروع الذي يمسّ المتن بشكل خاص وبلبنان مستقبلياً، وأنا أحرص من خلال الاجتماعات التي أعقدها وتواصلي المباشر مع المتنيين على إيصال أفكاري ورؤيتي المستقبلية لهذا البلد.
في النهاية التغيير سيحصل، لكن هناك تشاؤم كبير لدى الشباب الذين يملكون طاقة كبيرة لكنهم لا يخوضون المعارك لأنهم يظنون أنّ نتيجتها خاسرة مسبقاً، وبالتالي علينا أن نشجّع الشباب ونعطيهم أملاً مشرقاً في غد افضل.
إذاً مشروع الألف ميل يبدأ بالخطوة الأولى؟
الإنتخابات ليست بمشروع الألف ميل بل هي استفتاء شعبي، لا تقف عند رابح أو خاسر بل عند دراسة عدد الأصوات التي أيدت مشروعاً مستقبلياً وواقعياً للبنان وليس لشخص محدد أو لشعبيته. فنحن نريد أن نعرض على الناخبين مشروعاً قابلاً للتنفيذ على المدى القريب ومشروعاً ثانياً يمكن تنفيذه على المدى المتوسط وثالثاً يعتمد على إيجاد رؤية مستقبلية للبلد.
هل تجد نفسك المرشح الكاثوليكي الأقوى في المتن؟ وما هي طروحاتك التي ستطلقها لإقناع المتنيين بها؟
الناس هم من يقرّر إن كنت الأقوى في المتن أم لا. طروحاتي عديدة وأهمها إيجاد طبقة سياسية جديدة.
كيف من الممكن أن تقنع خصماً سياسياً ببرنامجك وتفكيرك؟
الخصم السياسي ليس لديه قدرة ذاتية لاتخاذ القرار لأنه يتّبع سياسة غيره وهذه مشكلتي معه والا لما كانت لديّ أية خصومة معه. أنا والحلفاء لدينا نفس الهدف لكننا نختلف بالطريقة. عندما يكون هدف الخصم تابعاً لقرار خارج عن إرادته وفقط ينفّذ السياسية التي لا تشبهه فلا يمكنني الجلوس معه، لكن بالتأكيد سأقنعه لأنني أعمل لمصلحة البلد وليس لمصلحة ذاتية، وهو من الأساس مقتنع معي، لكن بسبب المصالح فهو مجبر باتباع سياسة أخرى.
السياحة هي مُستقبل البلد وليس الغاز أو البترول
هل تتوقّع وجود نزاهة في الانتخابات؟
إذا استمرت هيمنة فريق بقوة السلاح لن تكون هناك أي نزاهة، فهناك أشخاص قادرون على تزوير الانتخابات كلياً في عدة مناطق. أنا لديّ مشروع للقانون الانتخابي لن يكون سهل التزوير. حالياً هناك تقنيات كبيرة يمكن تنفيذها من دون اللجوء الى لغة الشارع والأسلحة. في حال خضت الانتخابات سأعتمد على الناس وعلى القرار الصارم عند الكثيرين وخاصة المتنيين "بالتغيير".
في ظلّ هذه الأجواء التي نعيشها، الى أين نحن ذاهبون؟
لا أرى أنّ عام 2014 سيكون أفضل بكثير من العام 2013 على الصعيدين الأمني والاقتصادي، لأنه انتهى باغتيال الوزير محمد شطح والتفجيرات التي حصلت في طرابلس والضاحية الجنوبية. اليوم لا يوجد ما يطمئن اللبنانيين بل هناك شحّ في رجال الدولة في لبنان ونحن مضطرون أن نقرأ المستقبل القريب وأن نقرأ السياسة العامة في الشرق الأوسط والسياسة العالمية. هناك فريقان يتعاركان بحرب باردة، وبعد أشهر قادمة إن وصلوا الى إتفاق فستترجم نتائجه في الشرق الأوسط وفي لبنان وسوريا والعراق وفلسطين والأردن.
معروف انك من أعمدة حزب الكتائب...
يقاطعني: أفتخر بأنني كنت في حزب الكتائب وبأن لي مشاركة ولو كانت بسيطة بإعادة الحزب الى مساره الصحيح، وليس لديّ مشكلة مع الحزب نهائياً، ولم يتخلّ أي طرف منا عن الآخر، وسبب إنفصالي عن الحزب هو التغيير في القيادة. اليوم لدى الحزب إدارة جديدة، ونحن سلّمنا المشعل بكل اقتناع، ومن يُدير الحزب اليوم له طريقته الخاصة ونحن والإدارة الحالية لنا الهدف نفسه لكن الطريقة للوصول وتحقيق الأهداف تختلف.
برأيك هل ستحصل على أصوات حزب الكتائب خلال معركتك الإنتخابية؟
صدّقيني لا أعلم، وبعد الإنتخابات سنرى النتيجة، بصراحة لا أعتقد أن حزب الكتائب سيكون ضد ترشيح ميشال مكتّف، لأنّ بيني وبين المحازبين الكتائبيين معرفة شخصية وليست سطحية.
ألا تحنّ الى ذلك الوقت؟
نحن لا زلنا على تواصل، هم يحنّون وأنا بدوري أحنّ. بيننا قصص تاريخية ومعرفة شخصية، نقف مع بعضنا البعض في السراء والضراء، وما هو أهم اننا لا زلنا متفقين في السياسة، وهدفنا واحد هو تعافي لبنان وعودة الدولة والمؤسسات، لكن لكل طرف منا طريقة مختلفة لتحقيق الهدف.
برأيك ما هي مقوّمات النجاح؟
يجب على الفرد أن يكون محاطاً بأشخاص كفوئين لإدارة العمل بشكل منتظم وناجح، فيقوم كل فرد بدوره الصحيح في مجال تخصصه.. وكذلك في السياسة يجب اعتماد مبدأ "الرجل المناسب في المركز المناسب" والابتعاد عن التبعية التي تقطع الطريق امام توسيع نطاق عمل أي مؤسسة أو أي حزب.
اذا عُرض عليك أن تختار وزارة، أي واحدة تختار ولماذا؟
بدون أي تردّد أختار وزارة الداخلية فهي باعتقادي الوزارة الأهم. لم يأت بعد وزير داخلية يقف الى جانب الناس بكل معنى الكلمة، أي أن يقف مع الضحية ضد الجلاد، بمعزل عن أي تسميات. على وزير الداخلية أن يقف مع الشعب اللبناني ضد "الزعران" كائنين من كانوا، واذا كان الرجل أو الوزير يحب بلده ويريد تحسين ظروفه فعلاً فيمكنه صنع وزارة مثالية أيّاً كانت هذه الوزارة. سأعطيك مثالاً، عندما دخل بيار الجميّل وزارة الصناعة لم يكن الشخص المناسب في المكان المناسب لكنه استطاع أن يحيط نفسه بالأشخاص المناسبين، وأحضر أكبر الصناعيين في البلد وتمكّن من جعل الوزارة جسراً بين الدولة والصناعيين، وكان يتحدّث بإسم الصناعيين في قلب الحكومة ليحقّق لهم مطالبهم. برأيي انّ وزارة الداخلية تدخل ضمن الإطار نفسه. يمكن أن أكون على خطأ لكن يجب ولو لمرة واحدة أن يستلم أحد هذه الوزارة ويحقّق مطالب الناس.
في ظلّ الوضع الذي يمرّ به لبنان ودول الجوار. كيف تصف لنا واقع القطاع السياحي، خاصة انك تملك 3 مطاعم؟
هناك "صيت" جديد أو ابتكار جديد يقول بأن الغاز والبترول في لبنان هما مستقبل البلد، أنا لست من هذا الرأي أبداً، بل أرى أنّ الخلاص الوحيد للبنان هو السياحة، لأن القطاع السياحي يمكنه توظيف 10.000 شخص في السنة كما يستطيع أن ينمّي لبنان وأن يُدخل اليه أموالاً جديدة وينعش البلد كله. كل القطاعات الموجودة في لبنان تنعش الإقتصاد، وعمل وزارة السياحة يقضي بإحضار السيّاح الى لبنان لا سنّ القوانين أو محاسبة الناس في الشوارع. فإن قامت وزارة السياحة بتأمين السيّاح ومثّلت لبنان خير تمثيل في الخارج تكون قد قدمت أعظم خدمة للبنان. لبنان أصبح معروفاً في الخارج وهناك نوع من الحنين عند الكثير من الأجانب وليس فقط عند اللبنانيين المغتربين لرؤية لبنان كيف كان وكيف أصبح.
إذا قرّر ابنك خوض مُعترك السياسة، هل تشجّعه؟
إذا كان يصلح لهذا المجال بالتأكيد أشجعه لكن لا أنصحه. فبرأيي السياسة ليست وراثة.
هل أنت ضدّ أن تكون السياسة وراثية؟
بالتأكيد، إن كان الشاب جديراً بأن يكون سياسياً ويحب المعترك السياسي ويمكن أن يكون أفضل من أبيه فلم لا؟ أنا لا أضع العصيّ في الدواليب لأي أحد، وأنا مقتنع بالحق وأسير وفقه، ولا أغيّر طريقي.
ماذا تقول للسياسيين في البلد؟
لا تستسلموا.
تعليقات الزوار