صحيح أنّ إنتاج لبنان من النبيذ لا يمثّل حجماً كبيراًنسبة لما يُنتجه العالم، إلاّأنّ الخبرة الموجودة في لبنان والإقبال الكبير على الإستثمار في إنتاج هذا المشروب المخمّر خلال العقد الماضي، عاملان يُعزّزان وضعيته ويدفعانه الى ترسيخ سمعة ترتبط بالنوعية العالية. ولمزيد من التفاصيل ومعرفة مدى دعم الدولة لهذا القطاع الواعد زرنا رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة محمد شقير الذي أوضح لنا أنّه على الدولة اللبنانية أن تولي أهمية كبرى لهذا القطاع كونه يساهم في عملية النموّ الإقتصادي في البلاد. موضحاً أنّ للقطاع الخاص الفضل الأكبر في دعم وتحفيز الصناعات اللبنانية بكل قطاعاتها ومجالاتها. وأشار شقير الى أنّ قطاع النبيذ شهد في الآونة الأخيرة تطوّراً ملحوظاً، اذ نرى زيادة سنوية في الإنتاج إضافة الى زيادة في الإستهلاك ايضاً.
وذكر شقير أنّ للكرمة والنبيذ دوراً اقتصادياً مهمّاً في معظم البلدان، ويمكن هذا القطاع أن يصبح من أهمّ قطاعات الإقتصاد في لبنان. ورأى شقير ضرورة تأمين الحماية الكاملة للنبيذ المحلي لافتاً الى أنّ "الدولة كانت تفرض على النبيذ المستورد رسوماً جمركية بنسبة 70% ولكن بعد تنفيذ اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي انخفضت النسبة الى 35% على النبيذ المستورد من أوروبا وبقيت نسبة 70% على الدول من خارج الإتحاد". وشدّد شقير على ضرورة المثابرة والمتابعة لإيصال النبيذ اللبناني إلى المرتبة التي نريدها، علماً أنّه وصل الى العالمية، شارحاً: "بعد أن استطاع لبنان إنتاج 10 ملايين زجاجة نبيذ سنوياً نستطيع الوصول الى مضاعفة العدد اذا بذلت الوزارات المعنية جهوداً أكبر من أجل دعم هذا القطاع".
وأضاف شقير: "نحن كغرفة تجارة وصناعة وزراعة نقوم بواجبنا على أكمل وجه ونولي أهمية لقطاع النبيذ، ونقدّم مبلغ 50 ألف دولار سنوياً لهذا القطاع للمشاركة في المعارض الدولية بهدف دعم الشركات الصغيرة لأنّ مشاركة أصحاب الخمّارات في المعارض الدولية لها أهمية كبرى وتعرّف الأسواق الأجنبية الى منتجاتنا اللبنانية الفاخرة". ولفت شقير إلى "أهمية تفعيل السياحة الداخلية لهذا القطاع لناحية زيارة الخمّارات في لبنان وزرع هذه الثقافة لتتناقلها الأجيال، ودعا ايضاً إلى تعميم ثقافة النبيذ لدى المواطنين ليعرفوا ويفرّقوا بين المنتَج المستورد والمنتَج المحلي، خصوصاً أن المنتَج المحلي فاخر ويضاهي أهم المنتَجات الأجنبية، وعلى أصحاب المطاعم عرض النبيذ اللبناني لديها، قائلاً: "هناك العديد من المطاعم الأوروبية تقدّم النبيذ اللبناني لما له من جودة ومذاق لذيذين".
وأشار شقير إلى "أهمية تنظيم برامج توعوية وحلقات عمل مستمرّة وتسويقها إعلامياً وإعلانياً في المجتمعات كي تنعكس إيجاباً على نواحي القطاع كافّة، إضافة إلى ترسيخ قناعة داخلية لدى الأفرقاء في هذا الإطار لجعل القطاع يكبر وينتعش أكثر فأكثر ويكبر لبنان معه عندما تترسخ فكرة العمل الجماعي المنظّم والمبرمج ما يعطي الهوية الضرورية واللازمة للنبيذ اللبناني محليا وعالمياً".
وقال شقير: "يجب الدخول إلى أسواق جديدة عالمية عبر المغتربين اللبنانيين لتطوير هذا المنتج وتسويقه، مع أهميّة تفعيل زراعة الأراضي في البلدات والقرى كافة. ان النبيذ اللبناني مثله مثل باقي الصناعات فهو يساهم في تطوير القطاع الاقتصادي". وشدّد "على أهمية القطاع، لا سيما أنّه شهد تطوراً ملحوظاً في المرحلة الاخيرة، مؤكّداً العمل المستمرّ في لبنان والخارج من أجل تأمين كل ما يلزم لنموه وتقدمه وتطوّره لما يشكل من أهمية سياحية، اقتصادية ودينية، لارتباطه بالأرض وبالإنسان وامتداده وانعكاسه على المجتمع".
وعن المشاريع الجديدة التي تنوي غرفة الصناعة والتجارة دعمها اجاب شقير: "انّ دعم الصناعات من مهامّ الدولة وهذا الأمر يتطلب رؤية وخططاً واستراتيجيات ونحن كغرفة ندعم كل الصناعات ونحفّزها وقد برز ذلك من خلال دعمنا لجميع الصناعات التي نعتبرها فخراً وعزّاً للبنان".
و عن المشاريع المستقبلية فأجاب: "سندعو الدول الأجنبية الى زيارة لبنان للمشاركة في المعارض التي ستقام فيه وستترجم هذه الخطوة خلال تموز المقبل من خلال EXPO LIBAN". لا شكّ أنّ لبنان شهد أسوأ وضع اقتصادي خلال العام 2016 ظهرت نتائجه في القطاعات الاقتصادية كافة، إلاّ أننا نأمل أن يكون العام 2017 عام تفاؤل يحمل للبنانيين كل خير. كما وآمل بوضع الرؤى والخطط الإقتصادية البنّاءة خلال العام المقبل".
تعليقات الزوار