بالرغم من أن العمل البلدي عملٌ شاق ومتعب. لكن، ديناميكية وإصرار رئيس المجلس البلدي المحامي عبدو الياس الحاج على تطوير وتنمية بلدته، دفعا به الى تكريس كلّ وقته لحلّ المشاكل التي تعاني منها زوق مصبح، مُشرّعاً بابه لاهالي بلدته لتلبية كلّ متطلباتهم وإحتياجاتهم. المحامي الطموح عبدو الحاج إبن رئيس البلدية السابق الياس الحاج الذي خطا على خطى والده لاستكمالالمسيرة بمصداقية وأمانة، كان لنا معه هذا اللقاء  ليطلعنا على أهم الاعمال التي نفذتها البلدية في هذا العام والمشاريع التي سيتمّ انجازها في العام المقبل .

أخبرنا عن نشاطاتكم خلال فترة الأعياد؟

كما جرت العادة في موسم الأعياد، ستنظّم البلدية نشاطها الميلادي المُعتاد بحُلّة جديدة هذا العام ، وبأفكار  متنوّعة وفقرات مختلفة ذات طابع ديني وترفيهي، خاصة بالأطفال وكبار السنّ، لإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم. وستُطلق البلدية ما يسمى Parade، وهو كناية عن موكب ضخم يتضمّن باصاتوحافلات كبيرة فيها فرق غنائية وأوركسترا، ستجول في كافة شوارع البلدة وتنقل معها الأطفال وذويهم بأجواء من الفرح والأعياد. هذا النشاط يُقام سنوياً ويلقى رواجاً وإستحسان ورضى الأهالي والأطفال الذين يشاركون به بإستمرار. بالإضافة الى إحتفال كبير تحت عنوان Candy Factory، وهو عبارة عن مجسمات ثلاثية الأبعاد 3Dتمّ صنعها من الـ Candy، وسيرك كبير تتخلله عروض عالمية أسوةً بالعام الماضي، لكن مع إضافة بعض الزيادات والتعديلات على حجمها بما يتلاءم مع ضخامة وتنظيم هذا العرض. والمميز هذا العام، مشاركة الأطفال بها للمرة الأولى ، لتناول مختلف الحلويات المصنوعة من أجود وأفخر أنواع الشوكولاتة. كل هذه العروض وغيرها ستُقدّمها البلدية على نفقتها الخاصة بالتعاون مع مجموعة من الجهات الراعية. بالاضافة ايضاً الى حفلة كبيرة ستحييها عبير نعمة وحفل غنائي آخر ستقدّمه وترعاه جومانة مدوّر على نفقتها الخاصة.

ما هي أهم المشاريع التي قامت بها البلدية خلال هذا العام؟

سُجّل لبلدية زوق مصبح هذا العام، إنجاز كبير يُضاف إلى إنجازاتها السّابقة، كونها البلدية الأولى التي تحوّلت إلى بلدية ذكية Smart Municipality، تستخدم أساليب التكنولوجيا في إدارة مهامها وتنفيذ عملها. ساعد هذا الأمر وبشكل كبير سكان المنطقة على مراجعة شكواهم والإطلاع على سير معاملاتهم من خلال تحميل تطبيق خاص بالبلدية على هواتفهم الخلوية، ونؤكّد أنه في أوائل العام 2019 سيتوقف التداول ورقياً بالكامل وسيتمّ العمل عن طريق الانترنت. كانت قد استخدمت هذه التقنية كل من منطقتي جزين وبيروت، لكننا كنظام سير عمل داخلي، نُعدّ أول بلدية تستخدم نظاماً كاملاً متكاملاً. مع تحقيق هذا الإنجاز، تُتابع البلدية تنفيذ مشاريع عدّة منها: تعبيد الطرقات في كافة أحياء المنطقة، لكن توقف العمل به مبدئياً نتيجة تردّي حالة الطقس عموماً، لذلك قمنا بتلزيم 3 طرقات جديدة فقط في البلدة وهي قيد التنفيذ، وتمّ تلزيم مشروع آخر مؤخّراً يربط المدينة الصناعية بالأوتوستراد العام، وسنُباشر به في أوائل العام المقبل. وعمدت البلدية عند تأهيل كل شارع في المنطقة إلى إعادة تنظيم وهيكلة البنى التحتية وشبكات الكهرباء، المياه، والمولدات الكهربائية ووضعها في باطن الأرض، وسيتمّ الانتهاء من هذا المشروع قريباً. كما نعمل على تجديد الأرصفة وكافة المستديرات والتقاطعات والمنعطفات الموجودة في المنطقة والتي أنجزنا قسماً كبيراً منها.

ما هي المشاريع الجديدة المطروحة في جدول أعمال المجلس البلدي؟

هنالك العديد من المشاريع المطروحة والتي نعمل عليها حالياً أهمها متابعة مشروع تشييد المبنى البلدي، بعد حصولنا مؤخراً على الموافقة لإستكماله، لكن نظراً لعدم توفّر الإعتماد المادي اللازم المُخصّص له، سنُباشر بتنفيذه في أوائل العام المقبل خلال الجلسة الأولى للمجلس البلدي، كذلك، نعمل على تنفيذ مشروع المدينة الرياضية، وتمّ إبلاغنا بأن دفتر شروط إتحاد البلديات أصبح جاهزاً، ومن المفترض أن نحصل عليه قريباً، ليتمّ تلزيمه في العام المقبل. هنالك أيضاً 3 دفاتر شروط  أخرى موجودة لدى الاتحاد، تتمّ دراستها ومناقشتها ووضع اللمسات الأخيرة عليها، تتعلّق بتنظيم مداخل منطقة زوق مصبح من ناحية الأوتوستراد العام وصولاً إلى طريق منطقة يسوع الملك، ومشروع ضخم آخر سيربط زوق مصبح بمنطقة ضبية من جهة طريق وادي نهر الكلب، وتبلغ تكلفته حوالى 6 مليارات ليرة لبنانية. بالإضافة إلى إنشاء ملعب كبير لكرة القدم في المنطقة.

تُعتبر البلديات الحجر الأساس في التنمية المحلية لكن صلاحياتها لا تزال مكبّلة بقرارات السلطة المركزية، ما هي المشاريع التي تطالبون بها وتسعون إلى تنفيذها بقرار مستقل؟

نُطالب بتطبيق اللامركزية الإدارية لتحرير البلديات من قيودها، مع ضرورة تفعيل نظام المراقبة على أعمالها، خصوصاً بالنسبة إلى البلديات الكبرى التي تَحظى بميزانية ضخمة. لذلك، أعتقد أن اللامركزية وإن جرى تطبيقها بشكل تدريجي، فإنها قادرة حتماً على أن تمنح البلديات صلاحيات عدّة، وتساهم أيضاً في تفعيل دورها وتوسيع عملها بشكل لافت.

هل تويّدون إنشاء وزارة خاصة للبلديات في لبنان ولماذا؟

 بالنسبة لبلدية زوق مصبح، ليس لدينا أي مشكلة مع ما تقوم به وزارة الداخلية والبلديات، بل على العكس تماماً نُقدّر جهودها ونشكرها على عملها الدؤوب وتجاوبها الكامل مع مطالبنا. لكن، لا نمانع من إعطاء البلديات حيّزاً كبيراً وإهتماماً خاصاً لمساعدتها في تنفيذ عملها وتسيير شؤونها الداخلية.

برأيك، هل سيتحسّن الوضع الاقتصادي في العام المقبل؟

التفاؤل والأمل موجودان دائماً في فكرنا وتطلعاتنا نحو المستقبل لبناء غدٍ أفضل، ونحن على ثقة تامّة في السياسات المصرفية التي يَقرّها الحاكم رياض سلامة لحماية القطاع واستقرار الليرة اللبنانية ودعم الاقتصاد اللبناني. لكنّ المسألة الجوهرية تكمن في إرتياح البعض عند ولادة حكومة جديدة، وتفعيل دورها في إعادة إحياء حركة الأسواق التجارية من جديد، لأننا نعاني اليوم وبشكل أساسي من ركود كبير في العديد من المرافق العامة وأعمال البلديات بشكل خاص، إن كان على صعيد إصدار التراخيص أو من الناحية الاقتصادية، وهذا الامر أثّر بشكل كبير علىمنطقة زوق مصبح التي تعتبر من أكبر المدن الصناعية، لأنها تتضمن حوالى 400 معمل و7 آلاف مؤسسة ومحل تجاري، لكن مع الاسف جُمّدت أعمالها في الآونة الاخيرة نتيجة الوضع السائد، وبدا ذلك جلياً في عقود الإيجارات والشغور اللافت في المعامل والمصانع، فضلاً عن إفلاس العديد من المحلات التجارية والمؤسسات أو إضطرارها الى تغيير نمط عملها. لذلك، نأمل أن يتحسّن الوضع الاقتصادي وترتفع مؤشرات النمو من جديد على المدى المنظور، لما له من تأثير مباشر على الحلقة الاقتصادية وعلى كافة الأعمال والمشاريع الخاصة بالبلديات.