الوزن المثالي يتحوّل أكثر فأكثر إلى هاجس يؤثر سلباً على حياة كلّ فردٍ. وفي ظلّ اكتساح الوجبات السريعة نظامنا الغذائي، باتت عملية الحصول على قوامٍ ممشوق أكثر صعوبة خصوصاً أنّ معظم المأكولات التي تملأ موائدنا تغصّ بالسموم التي تؤدّي إلى الإصابة بالسمنة. مجلّة "رانيا" نقلت تساؤلات القرّاء حول الطرق الأكثر فعالية لخسارة الوزن الزائد إلى أخصائية التغذية د. نتالي منيمنة فكان الحوار التالي:
بدايةً، لماذا اخترت التخصص في هذا المجال؟
تخصّصت في مجال التغذية بجامعة الروح القدس - الكسليك ((USEK، وقد خضعت لفترات تدريب عديدة قبل العمل كأخصائية تغذية في عيادات عديدة من بينها عيادة في CK Medical Centre. لديّ شغف بمهنتي التي تناسب نمط حياتي، كما أحبّ مساعدة الناس كي يحافظوا على صحة جيدة من خلال اعتمادهم نمطاً غذائياً سليماً، ما يساهم في خسارة الوزن الزائد الذي يؤدي إلى الإصابة بأمراض كثيرة.
ما هو الريجيم المثالي الذي يساعد المريض على فقدان الوزن الزائد؟
في البداية، يجب التعرّف جيداً إلى نمط الحياة الذي يعتمده المريض ويشمل المأكولات التي يحبها بالإضافة إلى أنواع المأكولات التي لا يستطيع تقبّلها، لأقرّر بعدها ما هو الريجيم المناسب لكلّ شخص، من دون حرمانه من مأكولاته المفضلة لأنّ ذلك قد يعرّضه لرفض الحمية والتوقّف عن اتّباعها بعد فترة من الوقت. إلى ذلك، أعمل على تحديد الكمية بنسب معتدلة فتعطي الغذاء للإنسان من دون أن يكسب كيلوغرامات زائدة، بالإضافة إلى تحديد المأكولات الصحية. كما أنني أعمل ما باستطاعتي لأريح المريض نفسياً، فلا ألزمه بريجيم يعدّ مستحيلاً بالنسبة له، وأتفهّم الصعوبات التي يواجهها بسبب وزنه.
تعاني شريحة واسعة من الناس، رجالاً ونساءً، من تراكم الشحوم في منطقة البطن. ما هو الحلّ وأين يكمن العلاج؟
مشكلة السمنة وتراكم الشحوم في البطن تحديداً تزداد انتشاراً في مجتمعاتنا بسبب نظامنا الغذائي الذي يعتمد بشكل كبير على الوجبات السريعة والكحول والمشروبات الغذائية.
للتخلّص من هذه المشكلة، من الضروري إتّباع نمط صحي في تغذية الجسم وممارسة الرياضة، مع الحرص على تجنّب المشروبات الغذائيةوالأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبّعة والسكريات. انتفاخ البطن قد يكون ناتجاً عن مشكلة في المعدة وهنا تكمن أهمية المعاينة الأولية وإجراء الفحوصات اللازمة.
كيف يختلف الريجيم بين شخص وآخر؟
يختلف الريجيم بين شخص وآخر في نسبة حرق الدهون، بالإضافة إلى الإختلاف في حجم العضل وكمية الماء في الجسم. عندما أطّلع على هذه المعلومات، أصف الريجيم الذي يناسب الشخص والذي بنتيجته يخسر كمية من الدهون فمن غير المفترض أن تؤدّي الحمية إلى ضعف العضل أو خسارة الماء لأنّ ذلك يشكّل خطراً على صحة الإنسان.وفي ما يخصّ الأطفال، نجد أنّه من الصعب إقناعهم بضرورة التخفيف من وزنهم، خصوصاً إذا كانوا يعتمدون أنماطاً غذائية غير صحية منذ فترة طويلة. أهمّ قاعدة في التعامل مع الأطفال عدم إجبارهم على الخضوع للحمية بل إقناعهم بذلك عبر إطلاعهم على الأمراض التي تنتج عن السمنة المفرطة. كما يجب عدم تقديم المأكولات كمكافأة. بمعنى آخر، إذا قلت للطفل: إن درست جيداً، سأعطيك الشوكولا. هذا سيكوّن عنده فكرة أنّ الشوكولا يحلّ محلّ الخضار والفواكه والأنواع المفيدة من الطعام. كما يجب أن يعتمد جميع أفراد العائلة نظاماً غذائياً سليماً لتشجيع الطفل على تناول المأكولات الصحية.
بعد أن تنتهي مرحلة الـ"دايت"، ما هو النظام الذي يجب أن يعتمده المريض؟
هناك أشخاص يستعيدون الوزن الذي كانوا قد فقدوه بعد فترة قصيرة، والسبب في ذلك عدم اعتماد ما نُطلق عليه Régime de maintenanceوهو نمط غذائي صحي أنصح كلّ شخص أنّ يُدخله ضمن إطار الريجيم الذي يتّبعه. يسود الإعتقاد أنّ دور régime de maintenance يأتي بعد الـ"دايت" وهذا اعتقادٌ خاطىء لأنّ أي طريقة لا تعتمد نظاماً غذائياً سليماً وتتوقف مع توقف الحمية تعدّ فاشلة. هنا يأتي دور أخصائية التغدية التي يجب أن تساعد المريض للإعتياد منذ البداية على نظام صحي يتناسب وأسلوب حياته.
هناك الكثير من المعلومات الخاطئة عن طرق التغذية والريجيم. ما هي أبرز المفاهيم التي تؤثر سلباً على محاولات إنقاص الوزن؟
يجب إعتماد نظام غذائي متكامل والإبتعاد أوّلاً عن كلّ أنواع الريجيم التي لا تستمرّ لأكثر من أيام لأنّها لا تحقق نتائج فعالة إذ يستعيد الشخص بعد فترة الوزن الذي فقده. كما يجب عدم الإعتماد على أنواع الريجيم التي نطّلع عليها عبر الإنترنت واللجوء بدل ذلك إلى أخصائيي التغدية لأنّ الريجيم يختلف بين شخص وآخر بحسب متطلبات الجسم.أمّا ريجيم الـ Detox الذي يعدّ من أشهر طرق الحمية والذي يقوم على تخليص الجسم من السموم معتمداً بشكل كبير على الخضروات والفواكه والعصائر الطبيعية، فيعتبره البعض صحياً بينما هو في الحقيقة خطير ويؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة أبرزها نقص الفيتامينات وتدهور حالة العضلات.
من المهمّ أيضاً تفادي المشروبات الغازية والأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الزيوت المشبّعة والزيوت المهدرجة. أودّ أن أشير في هذا السياق إلى أنّ المشروبات الغازية كافةً مضرّة، حتى "الدايت"، لأنها تحتوي على كمية كبيرة من السكر والغازات. أمّا المكسّرات بخلاف ما يعتقد البعض فهي مفيدة جداً ومن المهمّ أن يشملها نظامنا الغذائي شرط أن تكون نيّئة ولا تحتوي على الملح. هناك أنواع من البذور التي ننصح بها مثل العقدة الصفراء وبذور الشيا، كما ننصح بالحبوب وأنواع البهارات كافةً . في ما يتعلّق بالعصير، يجب أن يكون طبيعياً وطازجاً ويجب في المقابل الإبتعاد عن العصير المعبّأ لأنّه يحتوي على نسب كبيرة من السكّر.
تعليقات الزوار