بعد مخاض عسير من آلام الفراغ الرئاسي بات للبنان رئيس للجمهورية هو العماد ميشال عون، الذي دخل القصر الرئاسي وعلى كتفه أعباء وطن يئنّ من المشاكل والهموم. جاءنا الرئيس ورئة الوطن مريضة تكاد أن تنقطع أنفاسها، بسبب تردّي الوضع الاقتصادي وانتشار وباء الفقر والجوع وهجرة الاستثمارات الكبيرة، فكل الطرق المؤدية إلى الاطمئنان مبتورة، وكل مواطن مشغول بتدبير أمره بحثاً عن رزقه حتى إن الوطن بات بلا ثقة مواطنيه.
عهد جديد، تُبنى عليه آمال شعبه فما يهمّ أيّ مواطن هو سبيل العيش الكريم في ربوع أرضه، فكثرة المشاكل والقضايا لم تولّد سوى القسوة وانتشار الجرائم والسرقات وهجرة الأدمغة الشابة التي من المفروض أن توظّف طاقاتها في وطنها.
ونحن نحتفي بولادة رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وفاق وطني، نأمل أن تخفّ زحمة التأجّج وتنطفئ نار التشتّت في مدفأة الأيام الآتية.
يا فخامة الرئيس...
ليكن القسم الرئاسي نهجاً لتطبيق الأفعال وميثاقاً للوحدة الوطنية وجسر عبور للمواطن اللبناني نحو أرض الكرامة. إنّ المرارة التي عانيناها من الحرب الأهلية في السبعينات من القرن المنصرم لا تزال آثارها واضحة على جيل الأمس ولا يزال شبحها يُطارد اللبناني المُقيم والمُغترب، فسياسة النّأي بالنفس لا تعني الانسلاخ عن الذات، بل العكس هي فرصة الالتحام واستبدال الرأي وفتح نافذة التعايش والحوار في المرحلة المُقبلة. ويبقى في القادم من الزمن رجاء وأمل معلّقان على جدارية بناء الوطن وفرصة ذهبية ليشعر المواطن بكرامته في وطنه، ناعماً بالكهرباء والماء وفرص العمل، فمن عاش بعيداً عن وطنه، ظلّت روحه أسيرة في آتون الحسرة والغربة.
رئيسة التحرير
رانيا ميال
تعليقات الزوار