الأوكراتوكسين هي من عائلة الميكوتوكسين والتي تعني السموم التي تنتجها الفطريات، فالفطريات تنتج لائحة طويلة من المواد السامة نتيجة عملية الأيض أي الـ Metabolism.
تتكوّن الفطريات عندما يتم تخزين المواد الغذائية لا سيما الحبوب والبقوليات في ظروف تفتقر لشروط ومعايير النظافة والسلامة وانتشار الرطوبة في المكان وقرب هذه المواد من الأماكن الملوثة والملوثات وغيرها، وبالتالي تنتج المواد السامة المتمثلة بالأوكراتوكسين. هناك تباين في نتائج الفحوص التي أجرتها الوزارات المعنية بهذا الشأن لناحية تخزين القمح، ففي حين أكّدت وزارة الصحة وجود مواد مسرطنة في القمح بعد إجراء فحوصات على عيّنات محدّدة، أعلنت وزارة الإقتصاد أنّ نتائج الفحوصات التي أجرتها وزارة الإقتصاد على عيّنات من القمح المستورد، أظهرت عدم وجود أي مواد مسرطنة. مجلة "رانيا" أجرت هذا التحقيق للتأكّد من ملابسات هذه المعلومات بهدف توجيه المواطن اللبناني نحو المسار الصحيح.
الوزير آلان حكيم: شروط تخزين القمح جيّدةوالمراقبة يومية
أوضح وزير التجارة والإقتصاد آلان حكيم أن مديرية حماية المستهلك في الوزارة قامت ضمن دورياتها المعتادة، بمراقبة الأسواق بما فيها المطاحن والأفران مشددة على زيادة عدد العينات المأخوذة من القمح والدقيق والخبز. وأجرت التحاليل اللازمة عليها في مختبرات معتمدة وبيّنت نتائج التحاليل التي صدرت أن القمح والدقيق والخبز مطابقة للمواصفات المعتمدة وبخاصة لناحية نسب الأفلاتوكسين والأوكراتوكسين، ولم يتبيّن تخطي نسبتهما النسب المسموح بها في أي من العينات التي صدرت نتائجها.وسوف تقوم الوزارة بإبلاغ المواطنين تباعا عن نتائج دورياتها لا سيما بما يخص سلع القمح والدقيق والخبز.اما عن شروط تخزين القمح فأكّد أنّها جيدة في كل الصوامع والمراقبة يومية للحرارة والرطوبة في كل الاهراءات ولا خلل منذ سنة وحتى اليوم.
جويس حداد: لا يمكن تجاهل وجود نسبة من المواد المسرطنة في القمح المخزّن
من جهتها، أفادت المنسق العام لحملة سلامة الغذاء في وزارة الصحة العامة المهندسة جويس حداد أن نفي وجود مواد مسرطنة في عينات محددة من القمح على ما ذهبت إليه "الإقتصاد"، لا يعني أن نتائج الفحوصات التي أجرتها وزارة الصحة غير صحيحة، إذ إن النتائج التي أعلنتها أظهرت أن بعض العينات خالية من المواد المسرطنة، وبعضها الآخر لا، ما يرجح فرضية أن تكون العيّنات التي فحصتها وزارة الإقتصاد، مماثلة لتلك التي ثبت لـ"الصحة" عدم وجود مواد مسرطنة فيها.
واكّدت جويس:"صحة الفحوصات التي أجرتها وزارة الصحة لأكثر من مرة، قبل الإعلان عن النتائج الأخيرة، إذ أظهرت الفحوصات التي أجريت سابقاً، وجود 5 عينات غير مطابقة وصلت نسبة الأوكراتوكسين فيها إلى 26 ميكروغرام في الكيلوغرام، من أصل 24 عينة تم فحصها آنذاك". وأوضحت حداد أن إثبات وجود مواد مسرطنة في أي عينة من القمح، يعني أنّ "السموم الموجودة في هذه المادة قد انتقلت الى كامل القمح الموضوع في مكان التخزين وبالتالي لا يمكن تجاهل وجود نسبة من المواد المسرطنة في القمح المخزّن حتى ولو ثبت خلوّه منها".
وأشارت إلى أنه "تم تشكيل فريق عمل من الوزارات الثلاث (الصحة، الاقتصاد والزراعة) ومن أصحاب الإختصاص في الجامعات من أجل وضع خطة عمل للمعالجة على المدى الآني والمتوسط والبعيد، تؤمن التكامل بين الوزارات الثلاث والتعاون على تنفيذها وطلب موازنة بأسرع ما يمكن للقيام بذلك".
ولفتت حداد الى "ان الوضع متابع بدقة من قبل الوزارات الثلاث، ولن يسمح بتسرب اي مواد مسرطنة من القمح وغيره الى موائد اللبنانيين"، واللجنة تجتمع بشكل دوري وتضع نقاطاً لحل المشكلة.وفي ما يتعلق بالشروط المفروضة على التخزين، توضح حداد أن الوزارة تفرض شروطاً للتخزين على جميع الأغذية وليس فقط على القمح، ومن الشروط الصحية التي نفرضها هي معاينة المكان والأرضية والحائط والسقف للتحكم بالحرارة والرطوبة داخل المستودع، إلى جانب التأكد من معالجة الحشرات والآفات، إضافة إلى مراقبة شروط النظافة العامة، ونراقب أيضا طرق التخزين وبعدها عن الأرض والجدران، كما نراقب الإضاءة إذا كانت آمنة أم لا، ونعمل على التخفيف من خطر مكافحة الحريق في موضوع السلامة العامة.
د. رامي شدياق: على الوزارات فرض مواصفات محددة على كل المؤسسات الغذائية
أما بالنسبة لصاحب شركة ISO Liban رامي شدياق التي تأسّست عام 1998 وباشرت عملها عام 2000 والتي تقدم الخدمات الإستشارية والتدريب والتدقيق الداخلي بهدف التنظيم الاداري وتقليص الأخطاء. فقد شدّد شدياق "على المستودعات التي تحتوي على مواد غذائية أن تستوفي المواصفات العالمية وعن طريقة عمل ISO Liban، أشار الى أن الشركة تعطي أمثلة عن المواصفات المطلوبة مثل البلاط، الإضاءة، أنواع مبيدات الحشرات، طفايات الحريق، طرق توضيب البضائع، مؤهّلات العمّال وغيرها من الإجراءات إلى جانب الوثائق المتعلقة بالمنتوجات وتفاصيلها، للكشف عن الأخطاء إن وجدت لمعالجتها."
وعن طريقة التعامل مع المؤسسات التي لا تستوفي شروط السلامة العامة، يقول شدياق: "نحن مستشارون، وفي حال طلب منا المساعدة لتنظيم المستودعات لا نتردد.كما نعين مدققاً داخلياً وندرّبه على كيفية إجراء التقارير والتدقيق وكيف يستخلص النتائج وكيف يتخذ قرارت فيها لمنع حدوث الأخطاء مجدداً".
وفي ما يتعلق بالتنسيق بين ISO Liban وبين الوزارات، المعنية يلفت شدياق إلى أن الشركة تتعاون مع وزارة الصحة ووزارة الصناعة ومؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية (ليبنور).
أما بالنسبة لأزمة القمح الأخيرة، فقد أكّد انهم اطلعوا على المشكلة ومنذ سنة أجرينا تقارباً على المطاحن الرئيسية التي تخزن القمح في لبنان ولم يكونوا محمسين، وعلى وزارة الصحة ان تفرض عليهم الحصول على شهادة الآيزو. كون القمح هو الغذاء الرئيسي لكل إنسان ولا بدّ أن يستوفي شروط السلامة العامة.
وناشد الدولة اللبنانية عبر الوزارات أن تفرض على المؤسسات التي تعنى بالمواد الغذائية مواصفات محددة لضمان صحة المواطن.
راجي دقيق: حملة سلامة الغذاء ساعدت في التخفيف من الأمراض
وعلى الصعيد الصحي، ساهمت الحملة في التخفيف من ظهور أمراض وفيروسات جرّاء الفساد المستشري في الأغذية، وأشار دكتور الصحة العامة والأخصائي في طب الأطفال راجي دقيق إلى أنّ حملة "سلامة الغذاء" في لبنان، كشفت الغطاء عن عدد كبير من الأغذية الفاسدة والمصانع والملاحم غير المستوفية لأدنى شروط الصحة والنظافة، بالإضافة إلى عملها دون تراخيص ما سلّط الضوء على العديد من المنشآت المختلفة في لبنان، بهدف الحفاظ على سلامة المواطنين، والنهوض بالدولة إلى أرقى المستويات، وهذه الحملة ساعدت في التخفيف من انتشار الأمراض والفيروسات مثل حالات التسمّم، سوء الهضم وغيرها بنسبة 50% لاسيما بعد فرض الرقابة وردع المخالفين.
تعليقات الزوار