الحديث مع رئيس مجلس إدارة تلفزيون الـNBN ليس سهلاً نظراً لحرفيته العالية في عالم الميديا وكفاءته وخبرته فهو شخصية متماسكة ناجحة لها مفرداتها وطقوسها المهنية، الاستاذ قاسم سويد الشريان الحيوي لهذه الشاشة وإبان النهضة الجديدة يفتح أوراقه الخصوصية لمجلة "رانيا" عبر هذا اللقاء.
لماذا هذه الخطوة بالتجديد في ظل ظروف خانقة لشاشة الـ NBN؟
كانت هذه الخطوة جريئة ومن أصعب القرارات التي أقدمنا على تنفيذها وانطلقنا بها منذ خمسة أشهر ونحن على يقين بالنهوض بالتلفزيون من خلال عدّة أمور خصوصاً البث الداخلي والخارجي.
ما هي أسباب القيام بهذه النهضة؟
كنّا أمام خيارين، إما الإقفال والإغلاق وإما الظهور بحلّة جديدة، متطورة، خصوصاً وأنّ المعدات القديمة لم تعد صالحة لمثل هذه العملية من التطوير. أخذنا قراراً في الإدارة بالذهاب إلى الأبعد وتبيّن بأنّ العملية صعبة وشائكة.
هل وضعتم دراسة أكاديمية؟
صحيح، جئنا بالمعدّات الحديثة وبخبراء متمكّنين في هذا الميدان ودرّبنا الكادر البشري الموجود. غامرنا بالنهضة وأنجزنا مشروعنا في خلال شهور حيث كان يتطلّب سنتين، كنّا نعمل أكثر من 18 ساعة يومياً.
أثناء عملية التحديث كانت القناة مستمرّة في البث؟
صحيح. الفريق في ورشة عمل وفي الوقت نفسه أبني ورشة عمل ثانية سواء تحضير استديوهات أو ديكورات، وضعنا دورة برامج جديدة، ذهبنا إلى فرنسا وجئنا بفريق تقني للإشراف على سير العمل.
ما هو عدد الإستديوهات التي تغيّرت؟
غيّرنا حوالي 20 استديو، قمنا بإنجاز عملاق من لا شيء، ونحن أول قناة HD . نحن اليوم أمام دورة برامج معقولة جداً، لكن هذا ليس كل طموحنا. أوجدنا التلفزيون من الصفر.
هذه الفكرة ابتكار مَن؟
كانت فكرتي كمسؤول عن المحطة. في الوقت الصعب استطعنا خوض هذا التحدّي وهذا دليل على قدرة الإعلام اللبناني على التحدّي.
كيف تأمّن التمويل لهذه الخطوة؟
طبعاً من المساهمين ونطمح الى تعويض هذه المساهمة من المردود الإعلامي. يتركز نشاطنا على السوق الإعلاني بشكل أقوى.
على الصعيد الشخصي كيف لمست التغيّر الذي حصل؟
كما كنت متوقعاً وفق الخطة التي وضعتها، ولكن طموحي في العام 2017 خلق برامج تستقطب مشاهدين أكثر.
بعد هذه الخطوة من التغيرات هل يمكن أن تكون شاشة الـ NBNعلى قدم المساواة من ناحية البرامج مع الشاشات الكبيرة؟
نحن لسنا في سباق مع البرامج المعروفة عالمياً، نحن لدينا محدودية في البرامج، أنا ضدّ عرض برامج فيها سلوكيات غير منضبطة، توجد موجة هابطة من البرامج على الشاشات.
ماذا تقصد؟
مثلاً برنامج Cosetteعلى شاشة OTV لا أعرف كيف تسمح إدارة المحطة بعرضه .
ألا ترى بأنّ هذا الأمر يبدو تعصّباً؟
أبداً، أنا أتحدى أن نكون متعصّبين، إنّما أدعو المشاهدين لمراقبة الـNBN ليلمسوا بأنّه لا توجد مذهبية وتعصّبية.
هل سنرى على شاشتكم برنامجاً ضخماً مثل البرامج التي عرفناها؟
لا توجد Formatلبنانية، حتى برنامج the voice kidsهو شغل الـMBS . معظم الشاشات المحلية تشارك في إنتاجات كبيرة مع جهات خليجية. لم يعد في لبنان السوق الإعلاني يتحمّل الرصيد لإنتاج مثل هذه البرامج.
هل تسعى شاشة الـNBN الى اطلاق كوادر إعلامية في سماء الإعلام؟
صحيح أنا فخور بكل الذين انطلقوا من خلال مجال هذه الشاشة وحققوا انتشارهم في العالم العربي وبعض الكوادر بات اليوم من غالبيتهم.
قاسم سويد كيف تقيّم تجربتك المهنية؟
ليست سهلة إنما ناجحة وها نحن اليوم نضع هذه الشاشة على طريق التغيير والمضي قدماً في الاتجاه الصحيح لنبقى مستمرّين في عطائنا. المشكلة أنّ هذا العالم بالذات بات خاضعاً للعديد من التغيرات السريعة.
كيف وضع المشاهد اليوم؟
المشاهد هو الحكم وله الصلاحية في حكمه، إنّما في المقابل لا نستطيع أن نقدّم له مادة هابطة ونطلب رأيه، فهو اليوم أكثر وعياً ونضوجاً وثقافة، ناهيك عن الإنفتاح في عالم التواصل الإجتماعي الذي أثّر تأثيراً بالغاً.
تعليقات الزوار