قد تكون هي الفنانة الوحيدة من بنات جيلها وحتى اليوم التي حملت لواء الأغنية اللبنانية بعد فيروز، زكي ناصيف ووديع الصافي وعملت على تطويرها وإرساء مكانتها في أقاصي المعمورة. نجوى كرم، صوت زحلاوي فيه صلابة البقاع وحنيّته، صوت مطواع عريض فيه عِربٌ ومقامات نادرة. صاحبته إنسانة ذكية وذكاؤها خطير جداً، فهي من النوع الصلب من النساء وزادتها الشهرة قوة فأصبحت تمتلك كل أدوات المواجهة والصلابة.
الإنطلاقة
عندما إنطلقت نجوى من خلال برنامج ليالي لبنان وبعد ظهورها الأول برفقة الفنان نور الملاح، توقّع كثيرون النجاح لها وأثنى النقّاد على خامة صوت قدير يحمل في حناياه مستقبلاً فنياً واعداً، فصدقت توقعاتهم وكانت نجوى حالة غنائية مستقلة لا تشبه أحداً وفنانة مميزة تقدّمت حتى الصف الأمامي لتكون نجمة لبنانية ساطعة وشمساً مضيئة للأغنية اللبنانية. في إطلالاتها التلفزيونية أو الإعلامية عموماً لديها مواقف ثابتة ومبادئ أصيلة ممّا عزّز حضورها لدى الناس ولكن نجوى الإنسانة صورة مختلفة كلياً عمّا هي عليه فنياً، فكثيرون لا يعلمون أنها إمرأة رومنسية، ستّ بيت من الطراز العريق ومحلّلة بارعة في السياسة، تهوى الجلسات العائلية وعطوفة جداً على من حولها.
أطلّت علينا بعفويتها ورونقها وجمالها من خلال لجنة التحكيم في برنامج Arabs Got Talentبنسخته المُلبننة الى جانب علي جابر، أحمد حلمي وناصر القصبي.
تهاودت كثيراً مع المشتركين، أعطت الكثير من الفرص، خصوصاً في الشق الموسيقي وانبهرت بحضور الطفل الأردني أصيل هازيم ممّا خلق لها شيئاً من الجدال بينها وبين لجنة الحكم ولكن ظلّت هي هي بدون تبديلات ولا انحيازات، تزن قراراتها بميزان الجدية ولا تعبث حتى في أصغر الأمور.
أعطى حضورها البرنامج نكهة خاصة وهالة راقية خصوصاً وأنها الأنثى الوحيدة بين ثلاثة ذكور لكل منهم مكانته وموقعه وطبعاً مثل عادتها نجوى تهوى التحديات والمواجهة والالتفاف بعطف على الآخر لذا حضورها في البرنامج كشف الكثير من جوانب شخصيتها، مثل خوفها من الزواحف، اندماجها وإبداء إعجابها بطريقة عفوية، عشوائية وبصراحة.
نجوى كرم نجمة بامتياز على الصعيدين الإنساني والفني، علماً بأنّ الترشيحات خلف الكواليس ترجّح إنسحابها في الدورة المقبلة من البرنامج، بينما علي جابر المدير المشرف على البرنامج ينفي هذه الترشيحات مؤكداً بأنّ حضورها دعم أكيد ورصيد كبير للبرنامج.
تعليقات الزوار