يعاني لبنان هذا العام من تباطؤ كبير في الحركة التجارية، ويعود ذلك إلى استمرار الأزمة السياسية وتداعياتها على الأوضاع الاقتصادية، فضلاً عن غياب الخطط والبرامج الإصلاحية والبنوية المهمّة للقطاعات، ممّا ساهم في تراجع حجم التبادل التجاري في الأسواق التي لم تعد تعيش الحيوية التي اعتادتها منذ سنوات عدّة بالتزامن مع موسم الأعياد، الذي يشكّل نسبة كبيرة من أعمال مختلف القطاعات التجارية السنوية. اليوم، المشهد مختلف فالهدوء يسود الشوارع، الأسواق التجارية "حركة بلا بركة"، وأجواؤها تختلف عن الأعوام السابقة من ناحية التحضير لاستقبال الأعياد المجيدة، فتكاد الساحات التجارية تخلو من مظاهر الحركة والتسوّق لتبقى الزينة وحدها "سيّد الموقف". التجار عمدوا إلى تخفيض الأسعار مراعاةً للظروف المعيشية الصعبة، وحاولوا إغراء محبّي التسوّق بالأضواء والزينة والحسومات عند الشراء لجذب الزبائن، علّه يرتفع سُلّم المبيعات قليلاً، ومع ذلك بقي روّاد الأسواق على ثباتهم، في حين استطاعت زينة العيد وحدها أن تجذب اهتمام الناس لالتقاط الصور فقط.
هذا الإيقاع الرديء للحركة التجارية الذي تشهده كافة المناطق اللبنانية يعود إلى تدنّي القدرة الشرائية لدى شريحة واسعة من اللبنانيين، الذين أصبحوا يُقدّسون الأساسيات ويتجاهلون الكماليات. والتجار يرفعون الصوت ولكن من يبالي! وهذا الأمر حال دون صمود أغلبية المؤسسات التجارية التي أعلنت إفلاسها وأقفلت أبوابها. هذا الواقع الأليم دفع التجار إلى مناشدة المسؤولين والمعنيين لمساعدتهم.
اللبناني معروف بحبه للحياة، فنحن شعب لا نيأس ولا نُهزم، ودائماً نتفاءل بالخير ونستقبل عاماً جديداً بآمالٍ وأمنيات بأن يكون لنا وطن تتحقّق فيه العدالة الإنسانية وتصان فيه كرامتنا، وأن نحصل على أدنى مستويات العيش الكريم والخدمات المعيشية من كهرباء، مياه وفرص عمل لبناء غدٍ أفضل.
نأمل أن تكون سنة 2019 أفضل من سابقاتها ومهداً لأعوام مُقبلة مليئة بالازدهار.
رئيسة التحرير رانيا ميال
تعليقات الزوار