حوار شيّق غصنا من خلاله في عمق الوزير السابق العميد مروان شربل، عثرنا في باطن كلماته على جواهر مزروعة في قلب انسان آمن أنّ الحوار سبيل دائم إلى الوفاق، فعرفنا منه معنى السياسة المجبولة بالحكمة والحنكة والإستقامة.إنه صاحب الضمير الحي، الذي يكيل بميزان عدل لا يعلو فوقه أي شيء في حل المشاكل.في هذا اللقاء تحدث مروان شربل عن مشروع القانون الإنتخابي ومشروع اللامركزية الادارية وعن الوحدة المسيحية وأخيراً عن التهديدات باغتياله مراراً.
عندما شغلتم منصب وزير الداخلية خضتم تجارب امنية صعبة في صيدا وطرابلس، كيف تعاملتم معها؟
تعاملت معها بمسؤولية ودراية لأن الخلافات السنية- الشيعية كانت خطيرة للغاية في ذلك الوقت، خصوصاً وان جهات خارجية كانت تدعم الفتنة وترغب في تأجيج الأوضاع في لبنان، الا أن عقلنة الطائفتين السنية والشيعية حالت دون احراق لبنان بلهيب الفتن الطائفية.وعملت على تقريب وجهات النظر، تفادياً لوقوع الاشكالات وشغلت دور الوسيط كي أصلح بين كل الاطراف.
ما هي العبر التي يمكن استخلاصها من هذه التجارب؟
العبرة الأهم هي أن لبنان محكوم بالتوافق وهو جزء لا يتجزأ منه، اليوم تشكيل الحكومة خير دليل على ذلك.
واكبتم الانتخابات النيابية على اربع مراحل، ولديكم خبرة كبيرة فيها، هل ترون ان التمديد للمجلس النيابي الحالي قائم، أم مع العهد الجديد ستتغير الأوضاع؟
لحسن الحظ كان رئيس الجمهورية الحالي من الطاعنين في تمديد المجلس النيابي، وطبعاً سيصر على اجراء انتخابات نيابية جديدة في السنة المقبلة حتى لو كانت على اساس قانون الستين.
اقترحتم مشروع القانون الإنتخابي ومشروع اللامركزية الادارية في عهد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، كيف تنظر الى هاتين التجربتين؟
مشروع اللامركزية الادارية لم يعرض بعد على مجلس الوزراء، وسيقر طبعاً لأنه موجود في اتفاق الطائف، وفي خطاب القسم لرئيس الجمهورية اول كلمة قالها: سنطبّق الطائف بحذافيره.
ماذا عن قانون الانتخابات الذي عرف باسمك وما يميّزه عن سواه؟
إنّ فكرة الانتخابات بنظام القائمة النسبية، هي التصويت على البرامج والأحزاب، وليس على الأشخاص. ويُعتبر قانون النسبية نظاماً انتخابياً يقوم على التنافس الحر بين لوائح أو تكتلات سياسية مختلفة فـي دوائر انتخابية كبرى، بحيث تفوز كل لائحة بعدد من المقاعد النيابية مساوٍ للنسبة المئوية التي تنالها من مجموع عدد المقترعين.وتعتبر غالبية دول العالم، التي تتنافس فيها الأحزاب على مبادئ وبرامج، أنّ النظام النسبي هو أفضل وأعدل الأنظمة الانتخابية، بحيث تتمثّل من خلاله، كلّ التيارات والأحزاب السياسية المتنافسة، وكلّ شرائح المجتمع بالنسب التي تحصل عليها فـي الانتخابات، فلا يهيمن فريق على آخر، ولا يحرم فريق نال عدداً مقبولاً من الأصوات من المشاركة في الحياة السياسية. وفي النتيجة، يفوز كلّ فريق بعدد من المقاعد حسب النسب التي نالتها لائحته، وبأولويات الأسماء التي قدّمها.
بعد الفراغ الرئاسي تم انتخاب الجنرال ميشال عون، هل سينعكس انتخابه على تحسين الوضع الاقتصادي في لبنان؟
انها خطوة مهمة، ولكن الرئيس بمفرده لا يستطيع اتخاذ كل الاجراءات والتدابير، ولكن أفكاره ومقترحاته ستساعد كثيراً، خصوصاً انه يمثل كتلة كبيرة من الاشخاص الذين وبحسب اعتقادي سيكونون فعّالين في المجلس النيابي ونأمل بان الوضع الاقتصادي في لبنان سيتعافى .
لاحظنا اتحاداً مسيحياً- مسيحياً في الآونة الأخيرة، أين سيساعد هذا الإتحاد ؟
الوحدة ستساعد كثيراً، والمسيحي اليوم لم يعد مهمّشاً وباستطاعته فرض مطالبه.
هل من الممكن أن نشاهد وفوداً خليجية في لبنان قريباً؟
طبعاً، وأول زيارة سيقوم بها الرئيس ميشال عون ستكون للسعودية وايران وبرأيي سيلعب دوراً توافقياً بين الطرفين.
ما هي الصعوبات التي واجهتموها عندما شغلتم منصب وزير الداخلية؟
أصعب ايام مرت عليّ كانت اثناء ولايتي في وزارة الداخلية، كنت حريصاً على حفظ الأمن ونشر الاستقرار بين الناس، وعمدت التواجد على الارض، لحل المشاكل بنفسي.
كيف استطعتم التوفيق بين كل الاطراف السياسية رغم الخلافات؟
بالاصرار والعزيمة استطعت جمع الافرقاء، وانا متأثر بشخصية "ابو ملحم" تلك الشخصية الاجتماعية التي تحاضر في القيم والاخلاق وتسعى الى حل المشاكل بالطرق الدبلوماسية.
هل هُدّدتم بالقتل؟
هُدّدت وعائلتي بالقتل مراراً لأن مواقفي ربما لم تُرضِهم.
هل سيكون لديكم دور في الحكومة الجديدة؟
لا، بالنسبة لي لا اطمح بذلك، افضل أن أكون في الحكومة المقبلة بنفس الوزارة التي شغلتها سابقاً.
ماذا ستُحسّن في وزارة الداخلية في حال تم تعيينكم؟
سأحسّن أموراً كثيرة كما فعلت سابقاً وأهم مشروع سأباشر به هو مكننة الاحوال الشخصية الذي بدوره سيدفع الوزارات الاخرى الى الاقتداء به.كما وأشدد دائماً على ضرورة مواكبة التطورات التقنية، وأن تكون كل الحكومات الكترونية.
هل وزارة الداخلية في عهد نهاد المشنوق نجحت في مهمتها؟
طبعاً، الوزارة حققت نجاحات مهمة لاسيما على صعيد العمليات الاستباقية.
كيف ترون عام 2017 على الصعيدين الاقتصادي والسياسي؟
الأمن في لبنان هو أمن سياسي، والاقتصاد في لبنان ايضاً اقتصاد سياسي، وعندما تولد الثقة بين السياسيين وتسير الامور بشكل مناسب يتشجع المستثمر للمجيء الى لبنان للاسثمار فيه. لان المستثمر يفضل لبنان لأن رخص المعاملات أسهل والضرائب أقل واليد العاملة غير مكلفة.
أكدتم أن لبنان أغنى بلد في العالم من حيث عدد سكانه ومساحته والموارد الموجودة فيه؟ كيف تفسرون
هذه المعادلة؟
طبعاً، فنحن لدينا 10 ملايين "قونصة" ذهب ثلاثة أرباعها في اميركا، كما ان المغتربين يرسلون شهرياً أموالاً الى عائلاتهم وأيضاً الغاز والبترول الموجودان في البحر وفي حال التنقيب عنهما فسنصبح من اغنى دول العالم.
تعليقات الزوار