نأمل أن تكون أعمالنا مُقنعة أكثر من أقوالنا
رجلٌ سياسي مخضرم، عنوانه الحنكة والذكاء. برع في إدارة شؤون الدولة الخارجية والداخلية، وتميّز بقدرته على مخاطبة الناس بكلام بليغ ومؤثّر. له نظرة ثاقبة متبصّرة لاستنباط الأساليب الصحيحة في الحكم والسياسة الراشدة. وكما يُقال: "التاريخ يُعيد نفسه"، والسياسي الذكي مَن يكون قادراً على تجنّب الأخطاء التي وقع فيها أسلافه. جان عبيد سياسي وإعلامي لبناني، شغل مناصب وزارية ونيابية عديدة، وأدّى دوراً بارزاً في الحياة السياسية اللبنانية، فكان وسيطاً بين المتحاربين خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ومرشحاً دائماً لرئاسة الجمهورية كلّما شغر المنصب.
ولد جان بدوي عبيد في 8 أيار، عام 1939، في قرية "علما" القريبة من مدينة زغرتا شمال لبنان، من عائلة مسيحية. تلقّى تعليمه في المرحلة الأولى في مدارس مدينة طرابلس، ثم درس الحقوق في جامعة القديس يوسف ببيروت عام 1960، وهو صاحب معرفة عميقة بالشعر العربي، وذو اطلاع واسع على الثقافتين المسيحية والإسلامية. عمل عبيد بدءاً من عام 1959 صحافياً ومحرراً في عدّة مجلات وجرائد لبنانية وعربية. عُيّن مستشاراً لرئيس الجمهورية، وانتخِب نائباً في البرلمان لعدّة دورات. وفي عام 1998، اختير وزيراً للتربية والشباب، ثم أصبح وزيراً للخارجية عام 2003. إثر اغتيال الشهيد رفيق الحريري، في شباط عام 2005، ابتعد عبيد عن السياسة.اليوم يظهر الوزير الأسبق جان عبيد مرشّحاً عن المقعد الماروني في اللائحة التي يرأسها الرئيس نجيب ميقاتي، مُعلناً عودته إلى عالم السياسة التي لم يغب عنها بشكل كليّ.
يتوجّه عبيد إلى أهل طرابلس قائلاً: "نأمل أن تكون أعمالنا مقنعة أكثر من أقوالنا، وأن تكون تجربتنا خطوة كبيرة إلى الأمام، في مدينة تستحقّ المزيد من الخدمة والتضامن، وتستحقّ في الدرجة الأولى، من يُعبّر عن روحها السمحة المعطاءة الرفيعة النبيلة. أنا تعلّمت في طرابلس، وفي أهمّ مدارسها، وهي تتضمن أساتذة كانوا من فطاحل التراث العربي والإسلامي. أحببت المسلمين الذين كانوا يؤيّدون الرئيسينكميل شمعون وفؤاد شهاب، وأحترم من يدافع عن قرار سياسي غير طائفي، ومن المعروف أنّ الراحل فؤاد شهاب باني المؤسسات فيلبنان، وأنّ العهود الثلاثة الأنزه فيتاريخ لبنان هي بالإضافة إلى عهد شهاب عهد الرئيسين شارل حلو والياس سركيس، الذين تشدّدوا مع أنفسهم قبل الآخرين. نأمل أن نتمكّن من استعادة جزء بسيط ممّا ارتضاه اللبنانيون في من خدموهم ولم يخدموا أنفسهم".
تعليقات الزوار