عنواننا كان وما زال المحافظة على تجذّر السكان بأرضهم والولاء لها

حصلت النائب ستريدا جعجع على بكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية الأميركية عام 1994 واختارت هذا المجال بسبب شغفها وحبّها للوطن أولاً وللميدان السياسي ثانياً. فثقتها بنفسها كبيرة تجاه هذا الاختصاص حتى قبل أن تكون زوجة قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع. حلمها الأكبر كان و ما زال أن يصبح لبنان سيّداً حرّاً مستقلاً بكل معنى الكلمة، وأن يكون السلاح بيد الجيش اللبناني وحده، وأن يتمّ العمل السياسي ضمن نطاق ومؤسسات الدولة، وأن يتحقّق التناوب على السلطة بشكل ديمقراطيّ وحرّ. ترشّحت ستريدا جعجع لانتخابات مجلس النواب للمرّة الأولى بعد خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005 عن المقعد الماروني في دائرة الشمال الأولى، واستطاعت أن تحقّق الفوز وتدخل البرلمان. كما ترشّحت لدورة عام 2009 عن المقعد الماروني في دائرة بشرّي وحقّقت الفوز أيضاً. هناك الكثير من النساء الناجحات في المجال السياسي حول العالم يبرزن بحضورهنّ قلباً وقالباً، فقد اختارت قناة CNNبالعربية عام 2013 عدداً من صور هؤلاء النساء، ومن بينهنّ النائب في كتلة القوات اللبنانية ستريدا جعجع، وجاء اختيارها كممثلة وحيدة من العالم العربي في القائمة. اليوم، تجدّد ستريدا ولاءها للبنان وتعلن ترشّحها عن المقعد الماروني في بشرّي ضمن لائحة "نبض الجمهورية القوية"، لتكون من بين 111 مرشحة لانتخابات هذا العام. هذا ما كانت تتمنّاه جعجع أن ترى المرأة اللبنانية تشارك في الحياة السياسية بقوّة وتثبت للجميع بأنها قادرة على صنع التغيير ليس فقط في المجالات الحياتية المختلفة من المهن الحرّة والتربية والإعلام... وإنما أيضاً في الحقل السياسي، فكما تقول مارغريت تاتشر: "في السياسة عندما تحتاج إلى الكلام اسأل الرجال، وعندما تحتاج إلى الأفعال فعليك بالنساء"، ونحن في لبنان أصبحنا بحاجة إلى أفعال لا أقوال تتردّد على مسامعنا قبل بدء الانتخابات ويتناساها المرشحون بعد الفوز. ترى النائب ستريدا جعجع أنّ على المرأة فرض نفسها بعملها وإثبات جدارتها في تحمّل المسؤولية والقيادة من دون أن نغفل وجوب العمل التشريعي من أجل إنصافها من الناحية القانونية، فكل رائدة في عالمنا العربي شقّت طريقها بنفسها وتمكّنت من الوصول في زمن كانت المواجهة فيه صعبة، أما اليوم وبوجود هؤلاء الرائدات فقد أضحت الطريق معبّدة للأخريات اللواتي ما عليهنّ سوى اتخاذ القرار الحاسم في سلوك هذا الطريق.

قضية حزب القوات اللبنانية مستمرّة وهذا ما أشارت إليه النائب جعجع عبر برنامجها الانتخابي الذي يشمل فصولاً عدّة، منها: السياحة، الزراعة، الوحدة الوطنية، حيث توجّهت إلى اللبنانيين قائلة: "ليس مهمّاً من يستعمل شعار الدولة، السيادة، الحرية، ولكن الأهمّ من يدفع الأثمان في سبيل تحقيق هذه الشعارات. حزب القوات قدّم تضحيات كبيرة أثناء الحرب وفي أيام السلم بعد اتفاق الطائف عندما تمّ حلّ الحزب واعتقل القائد. صحيحٌ أن المرشحين يتهافتون لتقديم الخدمات قبل الانتخابات، إلا أننا نقوم بواجباتنا قبل هذا الاستحقاق وأثناءه وبعد انتهائه. الرؤية التي وضعناها في قضاء بشرّي عمرها 13 عاماً، وإذا أردت الاختصار فسأقول بأننا لا نميّز من معنا أو ضدّنا سياسياً في المشاريع المنفّذة ضمن نطاق المنطقة، ولم نفرّق بين بلدة وأخرى من حيث حجمها أو تعداد سكانها، فعنواننا كان وما زال المحافظة على تجذّر السكان بأرضهم والولاء لها، ولتحقيق ذلك كان لا بدّ من إطلاق القطاعين الأساسيين وهما السياحة والزراعة. أطلقنا السياحة من بابها الواسع عبر تأهيل البنى التحتية من طرقات، صرف صحي، مياه، إنشاء مستشفى حكومي ومن خلال مهرجانات الأرز الدولية بعد انقطاعها لـ 50 عاماً. ووضعنا حجر الأساس لإطلاق القطاع الزراعي عبر تعريب وتوضيب وتصدير تفاح قضاء بشرّي إلى الخارج. نحن نتعلم منكم يا أهل بشرّي فأنتم من تعرفون معنى الصمود والحرية والاستقلال. ما أريد قوله هو أنه بالرغم من كل التحديات التي نمرّ بها والمخاطر التي تحيط بنا فإنني والحكيم سنبقى إلى جانبكم دائماً وسنستمر في الدفاع عن قضيتنا لنصل إلى أهدافنا، وأعدكم بإكمال مسيرة النضال فلن نتوقف قبل الحصول على مبتغانا في بناء وطن يليق بكل اللبنانيين وبأهلنا في قضاء بشرّي".