عندما تزور مدينة طرابلس يستوقفك اسم مطعم تشعر بألفة لتدخل إليه. إنه "بيتنا" مطعم كبير يتسع لأكثر من 700 شخص. ديكوره لبناني أصيل يُشعرك وكأنك في بيتك. أصحابه من أهمّ وأكبر أصحاب الملاحم في المنطقة، ومن لا يعرف بيت "البقار"؟ فهم بغنى عن التعريف. بعد نجاحهم في بيع اللحوم الطازجة قرّروا افتتاح سلسلة مطاعم تكلّلت كلها بالنجاح.

استهلّ مشواره مع المطاعم منذ أكثر من 12 سنة، فاختار هذا الخطّ بعد النجاحات الكبيرة التي سجّلها. استفاد من تخصّصه الجامعي كمهندس مدني ليتفنّن بفكرة مطعم "بيتنا" المعروفبمأكولاته اللبنانية الشهية، خصوصاً عالم اللحوم الذي ورث العمل فيه أبّاً عن جدّ.مشروع "بيتنا" انطلق تيمّناً بفكرة "البيت" كي يشعر قاصده وكأنه داخل منزله يتجوّل في أرجائه ويأكل براحته، بحسب ما قال رئيس مجلس الإدارة وعضو مجلس بلدي في بلدية طرابلس المهندس محي الدين البقار، الذي جلنا معه في أرجاء المطعم، وأخبرنا قصصاً عن طرابلس القديمة وعراقة هذه المدينة وتميّز مأكولاتها وكرم أهلها، مشيراً الى أن فكرة المطعم ليست ببعيدة عن جو العائلة، فهم تجّار لحوم معروفون في المدينة، وأتت الفكرة استكمالاً لتوسيع تجارتهم. يتميّز المطعم بوجباته اللبنانية المتميزة والفريدة مثل طبق "كعب الغزال" "وكبة محلا زمانه" التي ينفرد المطعم بتقديمها. "بيتنا" عبارة عن مساحة كبيرة تحكي تفاصيل المطعم اللبناني الأصيل، حيث يطبع الديكور الأجواء برمّـتها، تحيّرك مساحته باختيار مكان الجلوس وتأخذك الأكسسوارات المتقنة التنفيذ والدقة في التصميم الى عالم مسرحه الخيال وأبطاله المذاق اللبناني اللذيذ المكلّل بلمسة تعكس لبنان الأصالة، لبنان العراقة، لبنان الحضارة كما يراه أصحاب المطعم أنفسهم.

في هذا المكان تلتقي الأصالة بالحنين والعراقة بالمودّة والبساطة بالجمال، تنبثق من "بيتنا" كلّ معاني المحبة والألفة والوفاء لتدلّ على أن هذا المكان الاستثنائي واجهة لتراث المأكولات اللبنانية في طرابلس.

وفي الحديث أشار البقار: "مئات الأشخاص يقصدون "بيتنا" يومياً خصوصاً في عطلة نهاية الأسبوع، قادمين من مختلف المناطق اللبنانية للتمتّع بمذاق مأكولاتنا الطازجة، فنحن نتميّز بتقديم اللحوم الطازجة من المسلخ مباشرة، ما يضمن للزبون سلامة ونظافة ما يأكله".

وأضاف محي الدين البقار: "شكّل المشروع رافداً إنتاجياً مهماً وتظهر أهميته الاقتصادية من خلال بناء نفسه بنفسه وفتح فرص عمل لأكثر من 350 موظفاً يعملون في مؤسسات البقار".

وفي سؤال عن نيّة التوسّع في لبنان، يقول:"لدينا فرعان في طرابلس ونقوم بتأسيس فروع لمطعم "بيتنا" في المغرب وعمّان، لأنّ هذين البلدين يفتقدان الى المطاعم اللبنانية الأصيلة، وبذلك نكون قد ساهمنا بنشر مأكولاتنا فيهما".

وفي ما يتعلق بالأحوال الاقتصادية الصعبة التي عانى ويعاني منها لبنان، أكّد البقار أن الموسم الماضي كان ممتازاً بالرغم من الحالة الاقتصادية والسياسية الصعبة التي عاشها البلد، وأمل أن يكون الموسم المقبل حافلاً، متمنياً مزيداً من السيّاح، كون الموسم السياحي يحقق دخلاً إضافياً للاقتصاد اللبناني.

وفي ما يخصّ الشأن الطرابلسي، يأمل أن تعود طرابلس الى سابق عهدها، تلك المدينة الجميلة والساحرة بروح أهلها وعطر تربتها ونخوة شبابها وكرم أهلها.

ويختم: نتطلّع إلى المستقبل بتفاؤل ونأمل بعودة طرابلس الى ما كانت عليه في السابق. فهي اليوم مهملة من الدولة ولكننا سنعمل جهدنا لنقل صورة طرابلس اللائقة الى كل المناطق اللبنانية والى الخارج على حدّ سواء.

ناديا الحلاق