حتى اليوم لم ينطلق العهد المنتظر كما يجب
على الجميع قصد صناديق الاقتراع بهدف التغيير
أؤكّد أن الحاصل في "جيبتنا"
شاب طموحٌ يحب مساعدة الجميع بلا استثناء، ترنو عيناه إلى مستقبل مشرق لبلد لطالما عمل في سبيله، وكان ولاءه وحبه متجذّراً في أعماقه. ولأنه يعي وعورة وقسوة الطريق نجده متسلحاً بكل عناصر الحنكة والذكاء. المرشح عن المقعد السنّي في دائرة بيروت الثانية، ضمن لائحة "بيروت الوطن"، محمد نبيل بدر، رئيس نادي الأنصار، تحدّثنا معه مطوّلاً حول الاستحقاق الوطني المنتظر وما قد يجلبه من تغيير محتمل.
لماذا قرّرت خوض المعركة الانتخابية في هذا الوقت تحديداً؟
هناك أسباب عديدة ويمكنني تلخيصها بسبب رئيسي،تتمركز حوله بقية الأسباب. فأنا كمواطن لبناني لم أجد من يمثّلني في الندوة البرلمانية سوى الشيخ سعد الحريري، الذي أعتبره المؤهّل الوحيد من بين المرشحين الآخرين لتمثيل بيروت. فللأسف، نفتقد في العاصمة القامات البيروتية الوازنة. من هنا، وجدت أن هذه الانتخابات فرصة لمن يجد في نفسه حالة شعبية يكون قادراً معها على العمل للوصول إلى البرلمان. وبناء عليه، ترشّحت عن المقعد السني في دائرة بيروت الثانية ضمن لائحة "بيروت الوطن".
لماذا على اللبنانيين انتخاب نبيل بدر؟
ليس لديّ ما أصبو إليه سوى خدمة بيروت وأهلها. فأنا كنبيل بدر لديّ حياتي الخاصة ومؤسساتي التجارية التي تعمل بانتظام، وأملك حالة شعبية وجماهيرية من رياضيين ورجال فكر. ولم يكن ترؤسيلنادي الأنصار سلّماً للوصول إلى النيابة، فلو أردت هذا لفعلته منذ زمن عبر التودّد إلى أحد الأحزاب مثلاً.
في العاصمة 9 لوائح تتصارع، بينها لائحتا "تيار المستقبل"، "حزب الله" و"حركة أمل"، فما هي فرص نجاحكم؟
هذه التيارات والأحزاب عظيمة بتاريخها وحجمها، إلاّ أن الانتخابات اليوم تعتمد على القانون النسبي، وما نشهده ليس عبارة عن لعبة بين الأطراف وإنما زحمة أرقام لتأمين الحاصل الانتخابي. بالنسبة لنا، أؤكّد أن الحاصل في "جيبتنا".
تمتلك شعبية كبيرة من محبي "نادي الأنصار"، فهل سيساعدك هذا على الوصول إلى البرلمان؟
من الطبيعي أن يقف جمهور ومشجعو النادي الأعرق في لبنان إلى جانبي، خصوصاً أن الجميع يعلمون أنني قدّمت الكثير من دون مقابل، ووجدت أنه بات من الضروري في بيروت خلق حالة مستقلة قريبة من الرئيس الحريري لمواجهة أي جهة لا تأخذ في حسبانها مصلحتنا كأنصار وبيروت.
لماذا اخترت أن تكون ضمن لائحة صلاح سلام؟
لا يوجد هناك ما يسمّى لائحة صلاح سلام أو نبيل بدر أو جماعة إسلامية، فأنا كنت نواة تشكيل هذه اللائحة منذ اليوم الأول لقراري بالترشّح، وتمّ وَضع اللائحة على هذا الأساس من دون تدخلات محلية أو أجنبية.
هناك شائعات مفادها أن نبيل بدر يترشّح ضدّ الحريري، وهو مدعوم من جهات خارجية؟
لنكن واقعيين بعض الشيء. أنا لست بهذا الحجم من القوة، وما زلت حديث عهد بالسياسة، فلماذا على الجهات الخارجية أن تدعمني في مواجهة الحريري؟ صحيح أننا نهدف إلى التغيير، والحالة السنية في بيروت تختلف عنها في عام 2009 في توجهها السياسي، لكننا ضمن اللائحة لا نشكّل حالة تمرّدٍ على نظام شمولي، وإنما نحن معارضون فقط للأداء، ونرغب بعد 7 أيار في أن نكوّن حالة سيادية مستقلة.
ما هو برنامجك الانتخابي وأبرز النقاط التي يتناولها؟
يكمن الهدف الأساس من دخولي المجلس النيابي في تحقيق الأمن المجتمعي، حيث باتت أبسط حقوق المواطن البيروتي تتمثّل في كيفية تأمين مسكنه ومأكله وحصوله على عمل مناسب. وإن استمرّ الوضع على ما هو عليه فسيؤدي إلى انفجار مجتمعي، ما سيخلّف معه نظاماً سياسياً جديداً. لذا، علينا العمل مجتمعين لضمان استقرار المجتمع، وخاصة في المناطق الشعبية، والعمل على تأهيل وتطوير خبرات السكان بما يجعلهم منتجين. كذلك، يجب تسليط الضوء على موضوع الرعاية الصحية، وإيجاد حلّ عبر توحيد نشاطات المؤسسات الصحية كالضمان الاجتماعي وتعويض الموظفين، كأن يتمّ إنشاء شركة تأمين عملاقة ينضوي تحتها بقية المؤسسات في الدولة، كـ "أوباماكير" الموجودة في أميركا.
ما الذي سيتغير في المجتمع اللبناني على صعيد الشباب والرياضة إذا فزت؟
لا يوجد اهتمام كبير بهذا القطاع، حتى أن ميزانية الوزارة المعنية لا تتجاوز المليوني دولار. وأنا لا أتحدث عن الوزير فنيش فهو ذو مناقبية عالية، ولكن أموال الوزارة غير كافية لإنشاء أي نادٍ رياضي. لذا يجب أن تتضافر الجهود لخدمة بيروت على الصعيد الرياضي، وذلك عبر وضع خطة بيعدة المدى من قبل متخصصين في هذا الشأن، يتمّ عرضها على الهيئات للتشاور حولها والحصول على الدعم، إما عبر الدولة أو من خلال رجال الأعمال أو المؤسسات الرياضية الموجودة في العاصمة. أنا كنبيل بدر أقدّم على مستوى الرياضة جهوداً كبيرة لخدمة نادي الأنصار والجيل الشاب، وكذلك أدعم عدداً لا بأس به من الأندية في المحافظات الأخرى. وأنا كرئيس اتحاد البحر الأبيض المتوسط للشطرنج قمت بخدمات كبيرة للاتحاد اللبناني للشطرنج على مدى سنين عديدة وحسّنت أداءه، وكلّ هذا من مالي الخاص.
من هو المرشح الذي يشكل خطراً على نبيل بدر؟
هناك مجموعة من المرشحين في اللائحة التابعة للرئيس سعد الحريري كالوزير نهاد المشنوق وتمام سلام، فهم أهداف بالنسبة لنا، وعلينا خرقها، كما يجب علينا ألاّ نسمح لفؤاد مخزومي بتأمين الحاصل الانتخابي. بهذا، سنتمكّن من حجز مقعد أو اثنين في المجلس. وللعلم، أنا أتكلم بكل محبة، وطريقة التفكير هذه تشغل بال الجميع أيضاً.
ما هو رأيك في ترشح المرأة؟
السيدات أكثر وفاء وولاء في أيّ عمل أو مؤسسة. وقد حاولت أن أضمّ إلى اللائحة 4 عناصر نسائية، ولكن الحسابات الانتخابية حالت دون ذلك.
هل تعتقد أن الوضع الاقتصادي سيتحسن بعد الانتخابات؟
كما قال وليد جنبلاط، نحن على شفير الهاوية. فجميع المؤشرات المحلية والدولية تدّل على أننا باتجاه الإفلاس، إذا لم يتمّ معالجة الملفات المفتوحة، خاصة في ما يتعلق بالفساد الإداري المتفشي في أروقة الدولة ومؤسساتها. وإذا استمرّ الطقم النيابي القديم فلن يتغير شيء في الدولة، لذا فالتغيير واجب على الجميع.
ما هو رأيك في الرئيس ميشال عون؟
كنت مع الأفكار العونية والسيادية منذ أيام الجامعة، وكانت توقعاتي لعهد الجنرال أكبر ممّا هي عليه الآن. برأيي، حتى اليوم لم ينطلق العهد المنتظر كما يجب، ربما نتيجة الظروف المحيطة التي أثرت بشكل كبير في مجرى الأنظمة السياسية في المنطقة.
ما هي كلمتك الأخيرة للبيارتة؟
اليوم لديكم فرصة كبيرة للتغيير الذي يجب أن يكون مبنيّاً على قناعاتكم وليس لمجرد فكرة التغيير. فإذا وجدتم أن "الطقم" الحالي خدمكم على مدار السنوات الماضية فاذهبوا وصوّتوا لذات اللائحة. أما إذا وجدتم أن الحالة السابقة التي حكمت لسنوات عدّة لم تخدم الحالة البيروتية فعندها يجب على الجميع قصد صناديق والاقتراع بهدف التغيير.
تعليقات الزوار