ليبقى لبنان يجب أن نحافظ على قلبه... "بيروت"
يختصر في عينيه مسيرة وطن، وتشعّ من عقله منارات العلم والمعرفة، فهو من الرجال الأشداء الذين قلّما تأتي بهم الحياة إلينا. وظّف جهوده ومعارفه وطاقاته في خدمة الهدف الأسمى وهو الدفاع عن لبنان، أرضاً وشعباً ومؤسسات، والسهر على صون وحدته وسيادته واستقلاله، في الوقت الذي لم يبخل عليه بلد الأرز إذ كرّمه بالعديد من الأوسمة. الجنرال جان طالوزيان عميد متقاعد في الجيش اللبناني يخطّ لحياته اليوم مساراً أساسياً، معلناً نيّته بدء مسيرة جديدة في الشأن العام، عبر ترشّحه مستقلاً ضمن لائحة "بيروت أولاً"، بالتحالف مع القوات اللبنانية، الكتائب اللبنانية، الوزير ميشال فرعون و حزب الرامغافار في دائرة بيروت الأولى. درس الجنرال في معهد الضباط عام 1980، وتخرّج في قسم الحقوق في جامعة السان جوزيف، قبل أن ينال لاحقاً ماجستير في الحقوق، بالإضافة إلى متابعته دراسة العلوم العسكرية في لبنان وخارجه. وشغل الجنرال منصب مدير الأمن في مطار بيروت الدولي. يشير الجنرال طالوزيان إلى أن دخوله الشأن العام يفرض عليه مزيداً من المسؤوليات والتضحيات، فخدمة الشعب ليست بالأمر اليسير بل هي أمانة في أعناق المسؤولين، ويجب العمل بشكل متواصل دون كلل أو ملل في سبيل إعلاء شأن المواطن اللبناني وضمان كرامته وتلبية حقوقه. من المؤكد أن الشرف والتضحيةوالوفاء ومبادئ مؤسسة الجيش اللبناني كانت كفيلة بنظافة كفّه وابتعاده عن تقديم التنازلات في الحياة، ما ساعده إيجابياً على انتشار سمعته الطيبة في أرجاء لبنان. وعن علاقته بطائفة الأرمن، وصفها طالوزيان بالجيدة على المستويات كافة، من الكنيسة إلى المجتمع الأرمني إلى الأحزاب الأرمنية من دون استثناء، مؤكداً أن القضية الأرمنية لن تموت ولو بعد 500 سنة، وأن إقدامه على الترشح للانتخابات في دائرة بيروت الأولى جاء لانعدام وجود مقعد للأرمن الكاثوليك في دائرة أخرى، وقال: "ليبقى الوطن والمواطن نحن هنا اليوم، ليبقى لبنان سيداًحراًمستقلاًبفضل شبابه الشرفاء وجيشه نحن هنا اليوم". وعن رأيه في العلاقة التي تجمع لبنان بدول الخليج، أكد الجنرال أنه لطالما نجح لبنان في الاحتفاظ بعلاقات متينة وجيدة وقوية مع كل الدول العربية، وبذلك استطاع الابتعاد عن الكثير من الأزمات. وعندما كانت تختل هذه العلاقات كان لبنان يدخل في صراعات ولا يخرج منها إلا باستعادة التوازن في علاقاته مع الدول العربية، وتابع القول: "يجب على اللبنانيين أن يكونوا على الدوام قوة دفع إيجابية على مستوى نهضة دول الخليج، وألا يكون لبنان بأي شكل من الأشكال منصّة لتهديد أو تقويض الأمن القومي في الخليج العربي. مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى أن يبقى البلد متوازناً في علاقاته بالأشقاء العرب وتطويرها بالشكل الذي يخدم استقراره واقتصاده على السواء، لا سيما عبر الابتعاد أكثر عن توريط نفسه في الملف السوري. وفي الوقت نفسه، يجب تطوير علاقاته بدول الخليج العربي التي لطالما ساندت لبنان في محنه، وكانت لها ولا تزال الأيادي البيضاء على كل المستويات". وقال طالوزيان في كلمة له خلال حفل إطلاق لائحة بيروت الأولى: "ليبقى لبنان يجب أن نحافظ على قلبه، وبيروت قلبه. لذا نحن هنا اليوم، لتبقى بيروت بوابة الشرق على العالم بأكمله، مدينة الانفتاح ومدينة العلم والنور والثقافة والحضارة والعيش المشترك، نحن هنا اليوم. لتبقى الأشرفية والصيفي والرميل والمدور عنوان الصمود والتصدي والمقاومة اللبنانية وللعيش فيها بكرامة ورأس مرفوع نحن هنا اليوم. أعطوا صوتكم للائحة بيروت الأولى في 6 أيار ليكون في 7 أيار صوتكم في كل لبنان". وأشار طالوزيان إلى أن الانسجام السياسي داخل لائحتهم الانتخابية يعود إلى أن التحالف الذي أنتج اللائحة مبني على قناعات مشتركة على أكثر من صعيد، وهو قناعة العمل إلى جانب المواطنين لخدمة بيروت وأهلها بشكل مباشر، وقناعة العمل لمصلحة سيادة لبنان واستقلاله وصون مؤسساته واحترام الدستور وتطبيق القانون ومراقبة العمل الحكومي، وقناعة بضرورة تفعيل العمل التشريعي لما فيه خدمة وتطور الدولة وتحديثها حقوقياً واقتصادياً واجتماعياً وسياسياً.
تعليقات الزوار