تلعب العطور الطبيعية دوراً أساسياً في حياة البشر، ويُعدّ الأنف مختبراً للروائح ويحتوي على 15 مليون خلية تستطيع التمييز بين 100 عطر مختلف. أول استخدام للعطور كان مع القدماء المصريين، الذين استخدموها في تحنيط الموتى. هذا وتعتبر عمليات صناعة العطور شديدة التعقيد، لأنّ الزيوت العطرة توجد في أجزاء مختلفة من النبات كالبتلات وفي ثمار أشجار الموالح.
الزيوت المُستخلصة من الأزهار والنباتات باهظة الثمن، لأنّ إنتاج أوقية واحدة من العطر يتطلّب كميات هائلة من الأزهار، وقد أدّى ذلك إلى استخدام زيوت صناعية في جميع العطور، مع إضافة نسبة صغيرة من زيت الأزهار الخالص، ولقد أصبح في مقدور الكيميائيين بعد سنوات من البحث إنتاج زيوت صناعية مُشابهة تماماً للزيوت الأصلية.
مصادر العطور
الأولى: نباتية كالياسمين البريّ وأكاسيا الزيزفون ودوّار الشمس والزيوت العطرية التي توجد في أوراق النبات كالنعناع والبنفسج، وفي الأزهار مثل الورود والبابونج، وفي الأشجار مثل القرفة، وفي كل أجزاء النبات مثل الريحان، وفي الثمار مثل الكراوية واليانسون، وفي قشور الثمار مثل زيت قشور الموالح وفي الجذور مثل زيت "الفيتيقير".
الثانية: حيوانية، حيث تُعدّ الإفرازات الحيوانية من أهم المواد العطرية وأغلاها ثمناً أهمها:
-المسك ملك الأطياب وهو إفراز غديّ من ذكر غزال المسك الذي يعيش في جبال الأطلس والهملايا. طول الغزال حوالي المتر، شعره بني رمادي، طويل وخشن، وغزال المسك شديد الخوف ويسعى لطلب طعامه ليلاً لكنه سريع الهرب، لذا يتعب الصيادون في اصطياده وعادة ينصبون له المصائد في الأماكن التي يعتقدون تواجده فيها. أما أنثى الغزال البريّ فتعتبر كنزاً في عالم العطور، فهي المصدر الوحيد للمسك الأسود حيث يقوم الصيادون المتخصّصون بمراقبة أنثى الغزال لفترة طويلة حتى يتأكدوا من حالتها الصحية، وفي فصل خاص من السنة يقوم هؤلاء الصيادون بإصطياد أنثى الغزال البري مستخرجين من صرّتها المسك الأسود الذي يعتبر كتلة متجمّدة من الدم.
- العنبر وهي مادة تتكوّن في أمعاء حوت العنبر ويخرجها من جسمه، فتطفو على الماء في الخليج العربي وبعض مناطق استراليا.
- مادة "كاستورويم" التي تأتي من القندس الكندي.
- مادة الزباد وهي كريهة الرائحة يفرزها قط الزباد.
لعطر العود حكاية أخرى
تنمو أشجار العود في المناطق الإستوائية وشبه الإستوائية من قارة آسيا وخصوصاً في الأراضي الجبلية غير العالية والسفوح ذات التربة الرملية. شجرة العود دائمة الخضرة معمّرة، يصل ارتفاعها الى عشرين متراً، أما ساق العود فأسطواني، أملس، لون خشبه أبيض خفيف ورقيق دون رائحة، وعند تشريح الساق تتواجد أنسجة اللحاء جنباً إلى جنب مع أنسجة الخشب. دهن العود هو زيت ذو رائحة طيّبة، يتم الحصول عليه من أشجار العود المصابة والتي يتراوح عمرها ما بين 30 الى 150 سنة، وبما أنّ تقطير خشب العود الممتاز مُكلف جداً وسيكون سعر الدهن خيالياً، فلهذا تستخدم في الغالب أخشاب العود الأقلّ جودة، والناتجة من تنظيف خشب العود مع أشجار العود الصغيرة.
العطور وأثرها على الصحة
على الرغم من أهمية العطور وجمال رائحتها إلاّ أنّ لها آثاراً سلبية على صحة الإنسان، فقد تُسبّب لبعض الأشخاص نوبات الربو، آلاماً في الرأس وحساسية الجلد. كما يمكن تفادي هذه الآثار بالتخفيف من تركيز العطر، كما أنّ العطور الصناعية والتي يدخل في تركيبها "نترات البوتاسيوم" أو "الصوديوم" يمكن أن تُسبّب أوراماً سرطانية.
ريتا ميال
تعليقات الزوار