تُمثّل الصحافة المكتوبة الأداة الأولى لنشر المعلومة باللغة العربية الصحيحة، وتوثيقها بحبر الفكر وفنّ الكلام.
لذا، من واجب الدولة دعمها، لتستطيع الصمود في وجه التطوّرات المستجدّة على وسائل الإعلام والتكيّف مع التقنيات العصرية وكلفتها الباهظة. ساهم صعود وسائل التواصل الحديثة ودخولها إلى ميدان العمل الصحفي في انخفاض شراء الصحف الورقية والمجلات، فاحتدم الصراع بينها وبين الصحافة الإلكترونية ولكن غفل البعض عن أنّ الصحافة المكتوبة هي تاريخ نستطيع أرشفته والاطلاع عليه حتى ولو بعد قرن.
هذه الأزمة التي تُعرقل عمل الوسائل المطبوعة، والظروف الصعبة التي أدّت إلى توقف غالبية الصحف والمجلات الورقية عن الصدور، تستدعي تحرّكاً من جانب وزارة الإعلام والنقابة، بُغية وضع خطة طوارئ لإنقاذ الصحافة الورقية من الانقراض ورصد ميزانية خاصة للمطبوعات للحدّ من تدهور وضعها المأساوي. ونتمنى من المعنيين إصدار التشريعات اللازمة، لتنظيم عمل المواقع الإلكترونية وفرض رسوم لأنّ الوضع أصبح يُشبه "السيرك و"كل واحد فاتح على حسابو".
إنّ المُطّلع علىتاريخ الصحافة في لبنان، يعرف جيداً أنّ هذا البلد كان وما زال عاصمة للصحافة العربية، لذلك من واجبنا أن نحافظ على قيمة الصحافة الورقية وتعزيز مكانتها، لأنّه بالتأكيد لا يعوّض الإعلام الإلكتروني عن غيابها أبداً، خصوصاً أنّ المهنية في الصحف الإلكترونية مع الجيل الجديد تراجعت بشكل كبير.
رئيسة التحرير
رانيا ميال
تعليقات الزوار