أنجز مركز الدراسات الاقتصادية في مجموعة "فرنسبنك" دراسة عن القطاع العقاري في لبنان، أشارت إلى أنه حافظ دائماً على كونه أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد الوطني ولعملية النموّ والازدهار، وأنه في السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ عام 2010، شهد السوق العقاري نوعاً من الاستقرار، مع توسّعات وانكماشات معتدلة من حين لآخر. وقد جاء ذلك نتيجة تواضع معدلات النموّ الاقتصادي (بحدود1-1.5% لعامي 2015 و2016) التي أثّرت على ظروف العرض والطلب الملجومين في السوق العقاري وجمود أسعار العقارات نسبياً، وذلك بسبب الطلب الضعيف عليها من قبل المغتربين اللبنانيين والرعايا العرب، في ظلّ التطورات الحاصلة على مستوى المنطقة والعالم. وأوضحت الدراسة أن الطلب على العقارات تحسّن نسبياً في عام 2016 قياساً بما كان عليه في عام 2015، ويبقى أقل من المعدل الوسطي للفترة 2010 – 2015، ولكنه أعلى من معدله المسجّل قبل عام 2010، إذ إن قيمة المبيعات العقارية زادت بنسبة 4.9% لتصل إلى نحو 8.4 مليارات دولار في نهاية عام 2016. وأوضحت الدراسة أنه بالنسبة الى جانب العرض في السوق العقاري، فإن رخص البناء، كمؤشر على حركة البناء والعرض المستقبلية زادت في عددها بنسبة 14.5% عن عام 2015 لتصل إلى 17,295 رخصة في نهاية عام 2016. لكن مساحات البناء المرخّصة تراجعت بمعدل قليل جداً بلغ 0.9% لتصل إلى نحو 12.2 مليون متر مربع خلال الفترة ذاتها. ومن ناحية أخرى، فإن تسليمات الإسمنت، كمؤشر على حركة البناء الحالية، زادت بنسبة 4.1% عن عام 2015 لتصل إلى نحو 5.25 مليون طن في نهاية عام 2016.
كما أشارت الدراسة إلى تراجع مساحات البناء المرخصة من مستويات عالية بلغت نحو 16.5 مليون متر مربع في عام 2011، لتنخفض تدريجياً إلى نحو 14.7 مليوناً في عام 2012، والى 12.3 مليوناً في عام 2015. وبالنسبة الى التسليفات الممنوحة إلى قطاع العقارات فقد ارتفعت تدريجياً خلال السنوات الست السابقة من نحو 7.13 مليارات دولار عام 2011 إلى نحو 10.8 مليارات دولار عام 2015، ثم إلى أكثر من 12 ملياراً في عام 2016. وأضافت الدراسة: "ممّا لا شك فيه أن العهد الجديد إذا نجح في ترسيخ الاستقرار السياسي والأمني، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز الثقة الداخلية والخارجية بلبنان، وعودة الرعايا العرب إلى لبنان كما في السابق، وتنفيذ إصلاحات اقتصاية ومالية جذرية وهيكلية، فإن السوق العقاري في لبنان من المرجّح أن ينهض من جديد ويحقّق نموّاً وازدهاراً مرة أخرى".
تعليقات الزوار