تحالفاتنا كانت نقية ولم تشبها المصالح
الدكتور سمير جعجع القائد المناضل والسياسي الحرّ، رئيس حزب القوات اللبنانية، لُقّب بالحكيم تيمّناً بدراسته الطب. ولد في بشرّي في كنف عائلة مسيحية مارونية. كان والده معاوناً أول في الجيش اللبناني. بدأ جعجع نشاطه السياسي بالانضمام إلى مصلحة الطلاب التابعة لحزب الكتائب اللبنانية، ثم التحق بالحزب عام 1968 حتى أصبح قائداً لقوات الشمال الكتائبية عام 1975، لينضم بعدها إلى صفوف القوات اللبنانية التي أنشأها الشيخ بشير الجميّل مع القوى المسيحية المسلّحة سنة 1976، قبل أن يتسلّم مفوضية الشمال العسكرية عام 1978. من أهم محطاته الحياتية، بالإضافة إلى مواقفه السيادية، دفاعه عن لبنان ومطالبته بأن تبسط الدولة سيطرتها على كامل أراضيها، وأن تهتمّ بحياة المواطنين وتؤمّن لهم حقوقهم، إلى جانب دفاعه عن الجيش اللبناني، وإيمانه بحق الشعوب في تقرير مصيرها ودعمه للثورات العربية، ودعمه للدولة الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين، وانفتاحه وزياراته لأكثرية الدول وغيرها من المحطات. اليوم، ومع الاستعداد للاستحقاق الانتخابي، لم يتقدّم الدكتور جعجع بترشيحه للانتخابات، إنما يخوض حزب القوات اللبنانية هذه المعركة عن طريق مرشحين له، موزّعين على مختلف المقاعد والدوائر الانتخابية، كما يحمل برنامجاً انتخابياً تنقسم خطوطه العريضة إلى عشرة أجزاء هي: البعد السياسي والكياني للدولة، الحريات العامة ودور القضاء والأجهزة الأمنية، إقرار قانون اللامركزية الإدارية الموسعة، مكافحة الفساد والاستغناء عن دولة الإعالة، الصحة العامة، التربية والتعليم، البيئة، الزراعة والتنمية الريفية، حقوق المرأة والمشاكل العامة، وكل هذه العناوين الرئيسية تندرج تحتها عدة عناوين ثانوية، تشرح مضمونها وأهمية تطبيقها سعياً إلى الوصول إلى دولة حقيقية، تحفظ حقوق المواطن وتحترمه، دولة بعيدة كل البعد عن الفساد والمحسوبيات، دولة تُصان فيها كرامة الفرد وتتغلب المصلحة العامة على المصالح الشخصية. لذا "صار بدا نزاهة مش فساد، محاسبة مش محسوبية، دولة مش مزرعة، شراكة مش محاصصة، مساءلة مش لفلفة، عدالة مش ظلامية، شفافية مش ضبابية، إنماء مش حرمان، استثمارات مش صفقات، كفاءة مش واسطة، سيادة مش تبعية، ودولة مش دويلة.. صار بدا صوتَك". وفي ما يتعلّق بالقانون الجديد المُعتمد، قال جعجع: "لا أريد الدفاع عن قانون الانتخابات لمجرّد الدفاع عنه، إلاّ أنّ ما نشهده في السنوات الأخيرة هو ميل لدى البعض لمهاجمة كل الأمور من دون استثناء، برغم أن جميع الأفرقاء السياسيين ساهموا في إقراره. في هذا الإطار، أودّ أن أشير إلى أن المطروح كخيارات بديلة لهذا القانون كان إمّا الإبقاء على قانون الستين أو الذهاب باتجاه النسبية الكاملة التي نرفضها كلياً من جهتنا. من هنا، على الجميع أن يدرك أن ليس كل شيء ممكناً في السياسة، كما أن هذا القانون لم يعتمد المحاصصة بين القوى السياسية ونتائج الانتخابات ستظهر ذلك.كما أنإحدى حسنات هذا القانون هو أنّ كلّ من يستطيع تأمين 14000 صوت يمكنه أن يصل إلى مجلس النواب حتى لو كان يواجه أكبر محدلة انتخابية. على الناس أن تصوّت لتوجهات سياسيّة معيّنة، ولذلك تمّ اعتماد اللوائح المقفلة إلّا أنّ سوء تطبيق القانون لا يعني أنّ هناك علّة في القانون. نعم، يتمّ تطبيق هذا القانون بشكل سيء لناحية تشكيل اللوائح، إلّا أنّه لا يمكن للمحادل حصر التمثيل فيها. هذا القانون يحسن صحّة التمثيل وسيتمكن المسيحيون من انتخاب ما يزيد عن 50 نائباً، وعلى سبيل المثال مسيحيو بعلبك - الهرمل سيتمكنون من انتخاب نائب يمثلهم في هذه الانتخابات".في كل تصريح ولقاء نرى الدكتور جعجع يشدّد الطلب على انتخاب مرشحي حزب القوات بما يمكّنهم من بدء طريق تغيير الواقع، فهو مؤمن بأنّ وجودهم في البرلمان سيشكّل علامة مضيئة في بحر الظلام الذي يعيشه لبنان اليوم وبالتالي بداية الحلّ للكثير من المشاكل. وفي خضمّ التحالفات التي حدثت إثر الطبيعة التي فرضها القانون الجديد يفتخر القواتيون وعلى رأسهم القائد بأن تحالفاتهم كانت نقية فلم تشبها المصالح وإنما كانت مبنية على ثباتهم في مبادئهم ومعتقداتهم السياسية، وقال جعجع: "حاولنا التفاهم مع التيار الوطني الحر ولكن يعود السبب في غياب هذا التحالف عن كل لبنان إلى عدم وجود مصلحة انتخابية مشتركة في المناطق المسيحية الصرفة، وعدم إمكانية التفاهم في المناطق المختلطة". أما على صعيد العلاقات بين حزب القوات وتيار المستقبل فقد أكّد جعجع أن التواصل مع تيار المستقبل لم ينقطع أبداً إلّا أنّه لم يكن بالشكل الطبيعي، وتسآل لماذا حصل كل ما حصل طالما أنّهم عادوا إلى حيث كانوا سابقاً، لافتاً إلى أنّ اللقاء مع رئيس الحكومة سعد الحريري بداية جديدة إذ عاد التواصل المفتوح على ما كان عليه، وتمّ تمهيد الطريق.
تعليقات الزوار