أهمّ تعديل يمكن أن يلحظه القانون يتعلّق بالبطاقة الممغنطة

رئيس حزب "الرامغافار" في لبنان الدكتور أويديس داكسيان، المرشح عن مقعد الأرمن الأرثوذكس في دائرة بيروت الأولى، ضمن لائحة "بيروت الأولى"، يخوض تجربة الانتخابات النيابية سعياً منه لتقديم خدمات عديدة للمواطن اللبناني بشكل عام، والبيروتي بشكل خاص، على جميع الأصعدة وضمن أبعاد مختلفة. لا يحبّذ داكسيان إطلاق شعارات وخطابات رنّانة كغيره من المرشحين، بل يكتفي بتسليط الضوء على المشاريع التي وضعها ضمن برنامج الحزب الانتخابي، واعداً الجميع بأنه سيكون صوتهم في البرلمان اللبناني.

ما هو برنامجك الانتخابي؟

برنامجي هو نفسه برنامج حزب "الرامغافار" الذي يضمّ خمسة ملفات أساسية، لديها أبعاد مختلفة. أولاً: البعد الاجتماعي، حيث سنعمل على توفير الشقق السكنية للمواطنين بأسعار مقبولة، إعادة تأهيل المستشفيات الحكومية وتحسين عمل مؤسسة الضمان الاجتماعي لزيادة عدد المستفيدين من خدماتها كالعجزة والمتقاعدين، رفع مستوى المدارس الرسمية، تأمين المساواة بين الرجل والمرأة في الوظائف والرواتب. ثانياً: في البعد البيئي، سنحثّ الحكومة على إنشاء معامل لتكرير المياه الآسنةقرب الأنهار والمدن الكبرى، تطبيق برنامج متكامل للتخلّص من النفايات الصلبة، وآخر لمراقبة تدفّق الغازات من المعامل والحدّ من خطورتها باستعمال التقنيات الحديثة. ثالثاً: في البعد الاقتصادي، انطلاقاً من موقعنا النيابي، سنعمل مع الحكومة على خفض العجز في الموازنة العامة، كما سنحثّها على تحويل اقتصاد البلد من ريعيّ إلى مُنتِج، يقوم على الزراعة والصناعة، على أن تدعم القطاع الزراعي بتأمين القروض الميسّرة وتصريف المنتج. وينبغي أن تدعم كذلك القطاع الصناعي عبر خفض الأكلاف وحماية المنتجات من المزاحمة. وستكون لنا اقتراحات قوانين لتوزيع الضرائب بشكل عادل، ولتسهيل إنشاء الشركات الجديدة. رابعاً: في البنية التحتية، سنعمل على تأمين الكهرباء عبر إنشاء معامل حرارية، وعبر الحثّ على استخدام التقنيات المستدامة. كما سنعيد الاعتبار إلى النقل المشترك بالشراكة مع القطاع الخاص، وتطبيق سياسة صارمة في قطاع المياه التي سيجري تأمينها لجميع المواطنين، وإنشاء وزارة تخطيط لبرمجة المشاريع ومنع الهدر وزيادة المساحات الخضراء في المدن. خامساً: في الإصلاح الإداري، سنعمل على محاربة الفساد الإداري، عبر تطوير أنظمة التدقيق واستخدام البرامج المعلوماتية، والحثّ على تطبيق اللامركزية الإدارية والإنماء المتوازن المنصوص عليه في الدستور.

كيف ستعمل على تفعيل دور الأرمن وضمان حقوقهم، خصوصاً في مناصب الدولة؟

كما هو معلوم، فإنّ الشعار الأساس لحزب "الرامغافار" هو "الأرمن في لبنان ليسوا جالية إنما هم لبنانيون من أصل أرمني، ويحق لهم كبقية اللبنانيينأن يحصلوا على الحقوق في التمثيل، العمل، الضمان والسكن". والدليل على قناعتنا هذه هي الشراكة التي نسجناها مع القوات اللبنانية ضمن اللوائح الانتخابية.

ما هو رأيك في القانون الجديد، وهل أنت مع الصوت التفضيلي؟

لا يمكن القول إنّ هذا القانون ما يزال جديداً، لأنّه دخل حيّز التنفيذ، وهو في مراحله الأولى التي تسبق الانتخابات النيابية. لكن فكرته جديدة من حيث النسبية، وحصر الترشح بلوائح لا أشخاص، وإشراك المغترب اللبناني فيه. إلاّ أنّ ما ينقص هذا القانون هو التعديلات اللاحقة عليه بعد إجراء أول تطبيقٍ عملي له، فالتجربة ستدلّ على مواطِن الضعف فيه. برأيي، أهمّ تعديل يمكن أن يلحظه القانون يتعلّق بالبطاقة الممغنطة، التي تضمن شفافية الانتخاب والتمثيل على السواء، وعملية استبدالها ببطاقة الهوية، ولو موقّتاً، سيكون لها تداعيات سلبية. كما أسلفنا، فإنّ الحكم على هذا القانون لا يكون عملياً إلاّ بعد تطبيقه في الاستحقاق الانتخابي. لكن بالنظر إلى كيفية تشكيل اللوائح حتى الآن، نرى أن اعتماد عنصر الصوت التفضيلي شكّل مناسبة نزاعٍ بين المرشحين أنفسهم، ولو كان تشكيل اللوائح غير حزبي، فقد استنزف المرشحين، وأدخلهم في صراعاتٍ جانبية لم تمنعهم في بعض الأحيان من أن يصبحوا سفّاحين بحقّ بعضهم البعض، لكنهم أسقطوا هذا التناحر أو التنافس بينهم في خطاباتهم إلى ناخبيهم، التي حملت كل ما أمكن من التشدّد الطائفي، المذهبي والمناطقي. وفي النهاية، أشير إلى أنّ خيار الصوت التفضيلي لم يكن صائباً، ولا شكّل مخرجاً مناسباً لتطبيق ديمقراطية الانتقاء.

ما هي الكلمة التي توجّهها للشعب اللبناني؟

لن أوجّه كلمة مثقلةً بالوعود الطنانة والرنانة بل من القلب إلى القلب. أعد الشعب اللبناني عموماً، والناخب البيروتي خصوصاً، بأنّني سأكون صوته الحقيقي في ساحة النجمة، وسأعمل على تحقيق إرادته بموجب الوكالة التي يمنحني إيّاها. إلى ذلك، سأحاول من خلال الشراكة التي تربط حزب "الرامغافار" بالقوات اللبنانية أن نمنع أي محاولة للمسّ بكرامة لبنان وسيادته، وسنبقى نذكّر العالم بأنّ 14 آذار ليست ذكرى إنّما هي حقيقةٌ تتجدّد كل يوم.